القائمة الرئيسية

الصفحات

 






لا فائدة من قفل باب الإسطبل بعد هروب الحصان

تنطلق اليوم  وفق ما هو معلن أعمال ما أطلق عليه المؤتمر الوطني الفلسطيني في دوحة قطر بحضور قرابة 400 شخصيه ، إنتدبوا أنفسهم ولمدة ثلاثة أيام متتاليه بشعارات عريضة واضحة بإنهم لن يكون بديلا لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وليسوا حزبا أو مؤسسة وإنما حراك وطني يهدف الى إنقاذ منظمة التحرير الفلسطينية ، وإعادة بناءها على أسس وطنية وديمقراطية ، وتشكيل قيادة فلسطينية موحدة  وقد جاء ثمرة  بيان وقعه 1500 شخص من كافة أرجاء الوطن والشتات تم العمل عليه لأشهر عديدة .  

لطالما شهدت الساحة الفلسطينية تاريخيا ظواهر من هذا القبيل كان مسرحها الأساسي هو دمشق ، وكانت جميعها في إطار المناكفة بين قيادة منظمة التحرير الفلسطينية والقيادة السورية  في إطار السيطرة على الملف الفلسطيني ، فكان يتم تحريك قوى تدور في فلك دمشق لتشكل أوراق ضغط وذلك لإعادة ياسر عرفات الى بيت الطاعة السوري الذي لم يشعر يوما بالأمن أو الإستقرار بداخله ،  أو أنه يتسع له أصلا .

أن كل الظواهر من هذا القبيل وأن لم تكن جديدة فالنسخة المحدثة منهما هي حرية بمناقشتها وتشريحها لمعرفة مكنوناتها أن كانت بالفعل تتساوق أقوال القائمين على المؤتمر مع أهدافه الحقيقيه أم لا ، وللوصول الى هذا المستوى من التحليل بعيدا عن التخوين والردح  لا بد من مناقشة عدة مسائل جوهرية تتعلق بالأشخاص القائمين على الظاهرة ، البرنامج السياسي الجامع  ، الأليات التنفيذية للتغيير ، المكان المحتضن للظاهرة وتوقيت هذه الظاهرة ، وذلك بناءا لعدة إقتباسات من مقابلات عديدة أجريت مع القائمين على هذه الظاهرة في مناسبات عديدة :ـ

·         بطاقة تعريف للجنة التحضيريه :ـ

مع بالغ الإحترام للشخصيات المشاركة في اللجنة التحضيرية فهم  بالأساس من المنتميين فكريا لمحور قد تعرض  للتو لهزيمة كبرى ، فبعد ثلاثون عاما من الجلوس على مقاعد المعارضة والتمترس خلف شعارات ضج فيها الفضاء الإعلامي والترويج لهذا المحور ولإنتصاراته وإذا به يتعرض لضربات قاسمة لم تنتهي بعد فمن حزب الله الى حماس الى سوريا  فايران ، فقد كانت هذه الشخصيات من الداعمين الأساسيين له بل إصطفوا فكريا خلفه وروجوا له في هذه المنطقه بكل الوسائل الممكنة من قوة ، حتى كانت الأوضاع الراهنه التي باتت غير خافية على أحد .

·         البرنامج السياسي للقائمين على المشروع :ـ

لم يكن يوما برنامج منظمة التحرير الفلسطينية وبرنامج الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ومن بعده الرئيس الفلسطيني محمود عباس يروق للقائمين على هذا الحراك ، فقد كان عرضة للهجوم بل التخوين ، وطرحوا أنفسهم أبنهم يشكلون البديل الفكري لمشروعه وهنا يأتي السؤال الأهم ، هل لا زال البرنامج السياسي للمشروع الذي يدعون له قائما ، أم تم تغييره ليتطابق مع حل الدولتين ،الذي تدعوا له منظمة التحرير والذي بات أمنية في زمن التغيرات الكبرى ، فلم تعد غزة ومشروعها الإعتراضي على برنامج منظمة التحرير قائما ، ولم يعد حزب الله موجودا في حسابات صناع القرار ، ونظام الأسد تبخر من الواقع ، ورأس المحور بات يلهث خلف صيغة تحفظ له بقاءه .

·          اليات التغيير البديلة للمشروع

لقد كانت قديما تأتي اليات التغيير المطروحة من قبل هذه الظواهر هي من باب المزايدة حول برنامج اليمين وبرنامج اليسار والسلاح والمقاومة ، والمشاريع الإستسلامية والتصفوية والخ من هذه العبارات أما اليوم فما هو المطروح ، كآليات بديلة لمواجهة كل هذه المتغيرات والتي كانت تصفوية وخيانية قبل أشهر معدودة لتصبح اليوم أدوات قابلة للنقاش والتداول شريطة أن تكون بأيدي البديل وليس بيد صاحب المشروع من الأساس ، وعليه فكل الحديث الذي ملئ الفضاء الإعلامي فقد كان عبارة للزحام على تولي مقاليد السلطة والقرار .

·         مكان إنعقاد المؤتمر

لم يعد خاف على أحد الدور لوظيفي لدولة قطر ولم يخفي مسؤوليها عن تنسيقهم التام مع الولايات المتحدة وإسرائيل في كل ما جرى سابقا وحالة الإحتضان لحماس وإمدادها بالمال بموافقة وتسهيلات أمريكيه واسرائيلية ، وبات من البديهي أن هذه الدولة ليست في مكان يسمح لها بحرية التصرف في أي من الملفات الداخلية والخارجية بلا الحصول على الأذونات المسبقه ، فهل لا زال أحد يمتلك شطحات فكرية خارج هذا النسق ، فهل هذا الإجتماع هو ورقة الضغط الجديدة أمريكيا واسرائيليا على قيادة منظمة التحرير للإتيان بها صاغرة لحظيرة التنازلات والتسويات الكبرى .

·         توقيت إنعقاد المؤتمر

لم يعد الحراك الجاري في المنطقة على خلفية إرتدادات الحرب في غزة ونتائجها وإمتداداتها على منطقة الشرق الأوسط بمجملها والذي فتح شهية حكومة الأساطير على الضم والتهجير والتهويد ، وبات رأس الحكم في الولايات المتحدة يزاحمها ويزيد عليها وليس دونها ، والمحاولات العربية الجارية للتعامل مع الموقف تتطلب إيجاد جهة فلسطينية موحدة لتساعدها في بلورة الموقف العربي وعلى ما يبدو فإن القطريين ولإضعاف الموقف الفلسطيني الرسمي ولرغبتهم في إيجاد موطئ قدم فقد سمحوا بهذا الحراك على أرضهم لتحقيق هذه الغاية .

·         خلاصة القول :ـ

لم يعد خافيا بأي حال من الأحوال بإننا أمام ظاهرة أقل ما يقال فيها بإنها دعوة للتشكيك بوحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية للشعب الفلسطيني ، وأنها تفتقد الى الكثير من الخجل ، وأن المحاولات القطرية الجارية حاليا هي إعادة حماس وتحالفاتها المعدلة الى المشهد الفلسطيني من جديد وكأن شيئا لم يحدث ، وتتبرأ قطر بكل ما فعلته للإضرار بالشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وتعيد تقديمهم الى العالم بحلة جديدة وتضمن بقاءها في المشهد الفلسطيني عبر بواباتها المحدثة ، ولكن على الشعب الفلسطيني أن يكون على دراية تامة بكل ما يدور حوله وعلى القيادة الفلسطينية أن تعلي الصوت بتسمية الشيطان بإسمه ، فلم يعد الوضع يحتمل ، فالعائلة الحاكمة بقطر بدءا بالحمدين ، وامتداها الراهن  هي بوابة شر للفلسطينيين وقضيتهم ، وحتى لا نعيد إجترار تجربة عائلة الأسد ، لا بد من الحسم والقطع مع هذه الدولة وبلا تردد ، حتى تضع حدا نهائيا لكل هذا التدخل في الشأن الفلسطيني .    

 

 

          

تعليقات