القائمة الرئيسية

الصفحات

 





أعطهم حبلا كافيا وسوف يشنقوا أنفسهم

هي آخر تقليعات ملك البزنس والشو ، ساكن البيت الأبيض الجديد المحكوم بقضايا تمس مقام الرئاسة في الدولة الأولى في العالم ، حامل سيف الخلاص والهلاك للموهومين والمرعوبين على حد سواء ، يضرب بكل إتجاه ويحذر هذا وذاك ، فمن غرين لاند الى قناة بنما ، ومن خليج المكسيك الى الخليج الأمريكي ، ومن كندا الى الصين ، يفرض الضرائب على الحلفاء مع الخصوم سواء بسواء ، يبتز هذا وذاك ، ليحط أخيرا على شواطئ موناكو الجديده أو ما كانت تعرف سابقا بغزة لاند ، لإخراج أهلها من موطنهم حتى لا يعيقوا أعادة إعمارها ، على طريقة المباني الشاهقه في سنغافورة والشواطئ الغناء في موناكو ، وقبالتها منصات إستخراج الغاز والتي تحمل العلم الأمريكي ، على أن تستقبلهم حصرا بلدين لا ثالث لهم هما مصر والأردن ، فيجتمع العرب لمواجهة هذا الغول الزاحف الى بلدانهم ، ويحركون المسيرات الشعبية لرفض التهجير والتوطين الزاحف اليهم ، فيرد عليهم ستفعلون لقاء ما فعلناه لكم وآن الآوان لرد الجميل ، فيرد عليه شخص من أهل الطوفان فإن كان ولا بد من التهجير فليكن الى أرض الأباء والأجداد وهو بكل الأحوال أكثر يسرا وأقل تكلفه ، يبيتون ليلا هناك وفي النهار يذهبون كأيدي عاملة في ورشات البناء الموعوده على الشواطئ الجميله ، فلم يعجبه إقتراح أهل الطوفان فيكرر ثالثة سيفعلها الآخرون ولسنا بصدد الإستماع الى إقتراحات أكل الزمان عليها وشرب .

جاءته أولى صفعات الحكم من الأسقف ماريان إدغار بودي في عظتها بالكتدرائيه الوطنيه في واشنطن لمدة خمسة عشر دقيقه كدرس في الأخلاق المسيحيه ، وملخصها بدعوته للتحلي بالرحمة بالخائفين منه من المهاجرين الذي ينظفون بيوتهم ويكنسون شوارعهم ويجلون أطباقهم ، فهم ليسوا جميعهم مجرمين فبغالبيتهم من المعوزين والبسطاء الهاربين من الفقر والجوع ، فيرد عليها في منصته تروث سوشيال " ، بإن كلامها يعكس أنتماءها لليسار المتطرف وأن كلامها يستدعي الإعتذار عنه فهو مهين لمقامه الرفيع .... تتوالى الصفعات على طريقة "في أولى غزاوته كسر عصاته" فبعد تجنيد المئات من ترليونات إيلون ماسك ومن هم على شاكلته للإستحواذ على عالم الذكاء الإصطناعي ، فجاءه الرد الصيني بما لا يتجاوز ستة ملا يين دولار أمريكي فقط لا غير " بإسم ديب سيك deep seek ليتفوق على شات جي بي تي  chat gptبتكلفة ستة مليارات دولار كانت كفيله بإحالة سوق الأسهم في قطاع الهايتك من اللون الأخضر الى الأحمر وخسارة بالمليارات في غضون ساعات لا غير ، فهكذا تكون الردود على الإحتكار والإحتيال ورفع العصي الغليظه في وجه الشعوب ، وإن الحروب التجارية ولغة الإبتزاز لا يمكن لها أن تستقيم مع كل الشعوب .

صدر البيان عن الإجتماع المنعقد في القاهرة ، والذي يعلن الرفض الجماعي العربي لموضوع تهجير الغزيين الى مصر والأردن ، ويدعو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإحلال السلام العادل في الشرق الأوسط ، ولا نعتقد أن من صاغ البيان لا يعرف بإنه يدعو الى الشيء ونقيضه ، فهو يطلب إحلال السلام ممن يدعو أصحاب الأرض الأصليين والمهجرين من أراضي على بعد بضعة كيلومترات منها ، إخلاءها طوعا وإستقبالهم في الأراضي العربية طوعا ، وهو الذي صرح قبل وصوله للبيت الأبيض بإنه يفكر بكيفية توسعة أسرائيل صغيرة المساحه ، وإختياره لطاقم من غلاة وعتاة المؤيدين لإسرائيل والذين لا يؤمنون من الأصل بالشعب الفلسطيني ، على طريقة المثل الفلسطيني القائل "يا طالب الدبس من ...... النمس " فهو كلام فيه فض للمجالس وإسقاط للمسؤوليات ، فلنتصور في أبعد أحلامنا  أن يكون الرد من قبيل ،أن قضية العرب والمسلمين الأولى لا يمكن مقايضتها بالدعم الأمريكي لكلا الدولتين ، وأن الصناديق العربية المتخمة بالأموال كفيله بتعويض البلدين عن الدعم الأمريكي ، أو من قبيل تخلي كل مسلم وعربي عن رغيف خبز واحد أو علبة سجائر واحده أو وقف المواصلات لساعه واحده لتعويض هذه الدول عما يلوح به دونالد ترامب من قطع للمساعدات وأموال لهذه الدول ، بل إعمار غزة دون الحاجة لإشتراطات دونالد ترامب وبنيامين نتياهو .

إن الإفتقاد للإرادة السياسية هو ما أوصلنا الى ما نحن فيه من مآسي فنحن كفلسطينيين أولا وقبل أن نصب جام غضبنا على العرب والمسلمين ، علينا أن نجلد أنفسنا ونحاسبها حسابا عسيرا حتى تصح أمورنا ، فغزة قبل سبعة عشر عاما ، لم تكن مدمره ولا محتله ولا محاصرة من الأصل ، فنحن من تسببنا بكل هذه المأسي ، صحيح فهي قد دمرت على يد تتار القرن الحادي والعشرين ، ولكن بخيارتنا الذاتية ، لنعود نستجدي خيارات كانت متاحة متوفره وفي متناول أيدينا ، أما وقد حدث ما حدث فلن يجدي البكاء على اللبن المسكوب ، فعندما ترى كثبان الدمار وجبال النفايات وتنتظر من العالم أن يعيد بناءها وأن ينظفها بدعوى عدم وجود إمكانيات لذلك ، أما عندما يتعلق الأمر بالإستعراضات الفارغه وبيع الأوهام مجددا للبسطاء فتكون الإمكانيات والتخطيط في أعلى جاهزية ، فهو إذن مخصص والحالة هذه لذر الرماد في عيون الناس وتحويل إنتباههم عن همومهم ومآسيهم ، قد تستطيع فعل ذلك لساعات ، ولكن سرعان ما يعود الناس لواقعهم ، كثبان من الدمار  فوق الاف الجثث يقف الناس أمامها عاجزين ، لا خيمة ولا ماء للشرب للعائدين بمئات الالاف من الجنوب الى الشمال ، فيستقبلهم الاف المقاتلين الجدد الذين تم الباسهم ثياب من قضوا في الجولة الماضيه ليكونوا ضحاياها في الجولة القادمة بكل تأكيد .

يجتمع بنيامين نتياهو أولا مع مبعوث الإدارة الجديدة للشرق الأوسط ، ومن ثم مع دونالد ترامب ، وسيتبعها بعدة لقاءات أضيفت على عجل لقائمة الذين يودون لقاءه مما إضطره لتمديد زيارته لفترة أطول ، لبحث الموضوع الفلسطيني ومآلات الحرب على غزة والأخرى المندلعة في الضفة الغربية ، ولبنان ومصير حزب الله وسلاحه في المعادلة الجديده ، وسوريا وحكامها الجدد الذين بات من بينهم رئيس جديد بلغة الأمر الواقع بعد أن خلع بزة القاعدة وإرتدى ربطات عنق الغرب ، والحوثي القابع في جبال اليمن ، والمتفلتين في العراق ، الى رأس المحور الذي بات شغله الشاغل إستعراض ترسانته في شوارع طهران ، الى الجائزة الكبرى وهي ما تبقى من المشروع الوطني الفلسطيني في الضفه الغربيه ، وعمليات تسوية المخيمات بالأرض كشاهدة على قضية شعب كافح لقرن من الزمن قدم فيها الغالي والنفيس ، ليقابله على الجانب الآخر المتبرم من كل ما يقال وسيسمع عن تفاصيل سخيفه ، لا تساوي بكليتها إعادة السيطرة على قناة بنما لوحدها ، ولا يوما من يوميات الحرب التجاريه مع الصين وكندا والمكسيك ، فكيف إذا كان الحال بإيقاف الحرب الأوكرانيه الروسيه ، وترحيل المهاجرين بالملايين عن اراضي الولايات المتحدة ، والسيطرة المزمعه على جزيرة جرينلاد ، وخمسمائة ترليون دولار جديده سيضخها العرب في الخزائن الأمريكيه ، وبين هذا وذاك فستكون مقاربة هذه السخافات التي يحملها بنيامين نتياهو في إطار المشروع الأكبر الذي يحلم به دونالد ترامب عودة أمريكا عظيمه مجددا .

أجل بنيامين نتياهو بدء مفاوضات تطبيق المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة لحين إنتهاء لقاءه بدونالد ترامب ، ويحذوه الأمل بإن تثمر جهوده وطريقة عرضه للملفات التي يحملها في حقيبته على تسويقها لدى دونالد ترامب ، والذي سيكون له مشكله أكبر في طريقة تسويقها لدى دوائر تنفيذها في مؤسسات الدولة العميقة في الولايات المتحده ، فالملفات التي يحملها بنيامين نتياهو من النوع التي لا يمكن معالجتها الى بمزيد من التسخين والحرائق ، فكيف ستكون المقاربة والحالة هذه بين الملفات السخيفه التي يحملها بنيامين نتياهو وملفات عودة أمريكا عظيمه مجددا ، فكلمة السر في كل ذلك والتي سيكون لها القول الفصل لدى أرباب المال والإقتصاد والذين هم بكل تأكيد بيد من هم على دين بنيامين نتياهو بلا منازع ، فلا سبيل للإستحصال على تريليونات العرب بلا تسهيلات لوبي بنيامين نتياهو ، ولا سبيل لوقف الحرب الروسية الأوكرانية بلا تسهيلات لوبي بنيامين نتياهو في ملف حلفاء الروس في طهران ، ولا سبيل لمواجهة ديب سيك بلا تريليونات لوبي بنيامين نتياهو ، وهكذا دواليك في كافة الملفات فبلا رضا ارباب الإقتصاد والمال لن ترى ملفات العظمه الموهومة النور مطلقا .

خلاصة القول :ـ

الى كل المحللين بالأماني والأحلام والمنتظرين لأوهام ونتائج لقاء بنيامين نتياهو بدونالد ترامب ، الم تتعلموا بعد من كل ما جرى في منطقة الشرق الأوسط من تغييرات فاقت كل الخيال والمنطق ، وأن التفاهمات ستكون متساوقة مع النتائج التي تحققت حتى الآن والتي هم بصدد تحقيقها أيضا ، ومن هو الذي يزرع كل هذا الدمار والموت ولن يحصد نتائجه سوى المجانين والحمقى ، فرؤية سيارات الدفع الرباعي وعلى ظهرها المسلحين لن تكون نهاية للمشهد في غزة ، ولا رؤية أحد مسلحي حزب الله جنوب الليطاني هي نهاية للمشهد ، ولا تصريح واحد يخرج من حكام سوريا الجدد يعادي لإسرائيل هو نهاية للمشهد ، ولا بقاء الحوثيين كتهديد مفتوح لإسرائيل هو نهاية للمشهد ، ولا بقاء النظام الإيراني وتهديده النووي هو نهاية للمشهد أيضا ، ومن يقول بغير ذلك فهو واهم بلا قدر ولا حدود ، وأن الجواب الوحيد الذي سيتمخض عنه هذا اللقاء هو تبني رؤية بنيامين نتياهو للملفات المطروحة وان إدارة ترامب ستحاول فقط تدوير زوايا هذه الرؤيا وتوقيتاتها بما لا يتعارض مع الملفات الكبرى التي يسعى دونالد ترامب لتحقيقها ، فهي في نظر فكر صاحب فلسفة الصفقات بأن كل شيء قابل للبيع والشراء ، هي ملفات سخيفه لا تقتضي إطالة النظر بها ، فتكراره لفكرة التهجير أكثر من مرة ، وضرورة توسعة إسرائيل ، كافية لتقول كل شيء .

 

تعليقات