القائمة الرئيسية

الصفحات

 



إجعل أمريكا عظيمه مجددا ..... "طاهي الأوهام ــ دونالد ترامب"

لو كانت الأمنيات خيولا لركبها المتسولون ، مثل أسكتلندي ينسب الى الكاتب جيمس كارمايكل قاله في كتابه أمثلة أسكتلندية قبل أربعمائة عام ، وأعتقد أنه لا زال صالحا للعمل به على نحو خاص جدا لحالة ساكن البيت الأبيض الجديد ، النسخة المعدلة لدونالد ترامب بعد حقبة حكمه الأولى والذي أطاح به في إنتخابات 2020 فايروس كورونا القادم من أرض الغرائب والعجائب ، العدو اللدود لطاهي الأوهام ، مئة يوم كانت أكثر من كافية لتقول كل شيء عن أربعة سنوات سيضطر العالم ليتعايش مع أخطر حاكم للولايات المتحدة الأمريكيه ، المحتمي بالبيت الأبيض هربا من تكدس القضايا المنظورة ضده في المحاكم الأمريكية ، تقرر في العقل الجمعي للدولة العميقة بمنطقها الواقعي ، المفاضلة بين تنصيبه لأربعة سنوات في الحكم وبين حرب أهلية لا تبقي ولا تذر ، فأختاروا أهون الشرين بكل الأحوال ، تم إستدعاء أحد رموز الحلم الأمريكي ايلون ماسك ومن هم على شاكلته ليمولوا هذا الفيلم الهليوودي على مسرح التهريج اليومي لطاهي الأوهام ، وقف حرب الروسية  الأكرانية خلال 24 ساعة ، وحرب غزة بأقل من ذلك ، وإنهاء الملف النووي الإيراني بمجرد أن يدخل البيت الأبيض ، وإنهاء السيطرة الصينية على الأسواق ....الخ  ، قرر أن يستحدث مفهوما جديدا لمفهوم الصفقة في السياسات الدولية صفقه بالصفعه ، صفقه بالصعقه ، صفقه بالصدمه ، ...الخ ،  يتلاعب بالأسواق العالمية ، صعودا وهبوطا في إضطرابات لم ولن يشهد العالم لها مثيلا ، تاجر حسود مفلس إستهلك 130 دفتر من الشيكات بلا رصيد يسميها أوامر تنفيذية ، حبر على ورق لا تقدم ولا تأخر شيئا ، ضاقت عيناه على أرزاق البشر واراضيهم وموانئهم وسياراتهم وما هو في باطن أرضهم ،  حلفاء امريكا قبل أعداءها تكدست أمامه بعد أن أعيدت له لخلو ارصدته من أية حسابات لدى كل بنوك العالم ، صفقة لبضائع فاسدة وتاجر بات زبائنه يعرفون كيف يسيلون لعابه بصفقات وهمية لرشوته ، أفقد أمريكا مكانتها حيث أحالها من قوة عظمى يحسب لها الف حساب ، الى أحد أكثر البلاد كراهية في العالم ، تقيأ إتفاق نووي عام 2018 ليعاود التهامه في 2025 ، ينصب الكمائن لضيوفه بجلسات معدة مسبقا للإبتزاز ، فريق رئاسي أخرجه دونالد ترامب الى التقاعد المبكر يراقب حركة مبعوثه الفريد من نوعه ستيف ويتكوف على طريقة ثلاث في واحد ، قابل للزيادة إذا إقتضى الأمر ذلك ، يصلح لكل المهمات ويتحدث بكل اللغات الروسيه ، الاكرانيه ، الفارسية ، العربية ،العبرية ....الخ ، يعبر أصدق تعبير عن حالة دونالد ترامب ، محترف لقول الشيء ونقيضه بعد ساعات ، يتقن فنون الصفقة السياسيه بكل تجلياتها الجديدة .

دولة عظمى إستفاقت بعد ثمانين عاما من تبوءها هذه المكانة عقب حرب عالمية مدمرة ،على حقيقة صادمة بإنها لا تمتلك من مقومات العظمة سوى أساطيل تجوب البحار وقاذفات حمم الموت من السماء ، والات لطباعة النقد الأخضر بلا رصيد فعلي في الواقع ، تلبس مما لا تخيط ، وتأكل مما لا تزرع ، حتى أن القبعات التي يريتديها ويوزعها المهرج على جيشه من المطبلين على مسرح الأوهام فهي مدموغه بعبارة صنع في الصين والتي ارتفعت أسعارها في المتاجر من خمسين الى سبعة وسبعون دولار بعد حربه التجارية عليهم ، وبدلته ايطاليه ، وعطره فرنسي ، وجواربه قد تكون من فيتنام أو الهند وأخشاب مسرح الأوهام الذي يعتليه كندية ، وقطع سيارات موكبه الرئاسي قد تكون صينية ، وصولا لرياضة الجولف التي يحب فليدقق بمضاربها وكراتها فقد يكون الشبح الصيني ساكنا بها أيضا ، لم يتسائل أين كانت هذه الدولة التي يضعها على رأس سلم عدائياته ، لقد جاعوا وأكلوا كل شيء من خشاش الأرض وكل ما ينبض حتى وصلوا الى ما هم عليه الآن ، وباتوا مصنعا للعالم وباتت جسور أمريكا كلعبة قياسا بما أنجزوه في بلادهم ، في الوقت الذي كان به صانع الأوهام مع أسرته يبدعون في الإحتيال على القانون وإعلان الإفلاس والتهرب من الضريبه ومن الخدمة العسكرية ، ليشير بعد كل هذا الوقت بإصبع متسخ الى ما آلت اليه الأمور بهذا البلد .

لن تعود أمريكا عظيمة مجددا ، قبل إيجاد الحلول لسلسلة متلازمات مرضية إستوطنت هذا البلد ، جنون العظمة ، الحق هو القوة ، التفوق العرقي ، حتى بات له جيشا داخل الدولة يقدر بستين مليونا ممن يصطفون خلف هذا المهرج مغمضين أعينهم يصفقون له بكل ما يقول ، يؤمنون به أكثر مما جاء به المسيح ، مستعدين لحرق بلدهم بإشارة منه ، يصدقون كل الهراء الذي يقول (ضم كندا ، السيطرة على قناة بنما ، الإستحواذ على غرين لاند ، ريفيرا غزة ، بناء الجدران مع العالم ، المرور من المنافذ البحرية بلا تعرفه ، رفع الرسوم الجمركيه دون رد عليها ، تدفيع الدول أتاوات مقابل الحماية لا تعرف ممن وكيف) ، فوضى عارمة وحالة من عدم اليقين  أصابت سلاسل التجارة العالمية .

أما بعيون الشرق وفي حواضر العرب والمسلمين ، فسيكون الزائر الأكثر بغضا من شعوب هذه المنطقة ، فقد إختبروه لأربعة سنوات ماضية ، فعندما إحتاجوه لتوفير مظلة حماية من صواريخ الحوثيين قام بسحب بطاريات صواريخ الباتريوت من أراضيهم ، على الرغم من المليارات التي كان قد حصل عليها ولم يكتف بذلك ، فقد جعل قياداتهم إنموذجا للسخريه في تجمعات التهريج ، وقام بفعل كل ما هو ممكن لتصفية قضية العرب والمسلمين الأولى وأقدس مقدساتهم ، يتواطئ مع شبيهه في الحكم والإحتيال السياسي رئيس حكومة الأساطير في إسرائيل ، لصنع أكثر المشاهد تراجيدية في التاريخ ، اثنان مليون ونصف فلسطيني يتضورون جوعا وعطشا حتى باتوا أقرب الى الموت منهم الى الحياة ، يدعوه ليتلطف بهم بقتلهم بأنصاف جوع وعطش ، يفاوض الإيرانيين على برنامجهم النووي ويطلق يده على تفجير موانئهم ، يرسل موفديه للبنان لإرساء السلام ويطلق يده للقصف والقتل وتقويض أسس الإستقرار ، يرسل موفديه لسوريا لتعزيز استقرار بلد مزقته الحروب ويطلق يده للسيطرة على مزيد من أراضيه وتحريض مكوناته بعضهم على بعض ، فإذا كان هذا هو حال العالم خلال مئة يوم لا أكثر فماذا ستكون علية أحواله بعد أربعة سنوات من الآن !!!                                                   

تعليقات