إحذروا
الهدايا التي يقدمها الإغريق
إنها الترامبيه السياسيه ، "عظيم ـ
كبير ـ مهم ـ لا مثيل له" ، لا يوجد في كل ما يقوله أو يفعله دون ذلك ، إنها
آخر تقليعاته السياسيه ، على العالم أن ينتظر اربع وعشرون ساعه وربما ثمان وأربعون
ساعه ولعلها إثنان وسبعون ساعة وقد تصل لبضعة أيام أكثر تزيد أو تنقص ايام وسيفجر
مفاجئه كبرى قبل زيارته لمنطقة الشرق الأوسط ، بدأ المحللين السياسيين في سباق مع
الزمن ليضعوا بصماتهم بخصوص هذا الإعلان ، يجمعون على أن هذا الإعلان حتما سيكون
متصلا بموضوع يلقي إهتماما بالغ الأهمية لسكان هذه المنطقة من العالم هذا أولا ،
وثانيا بما أن سيد البيت الأبيض ضمن تصريحه على أن الموضوع يتم العمل عليه لسنوات
فهو من المرجح أن يكون من الموضوعات التي بدأها في فترة ولايته الأولى ، إذا
والحالة هذه ووفق منطق التحليل السياسي الذي يعتمد المؤشرات المنطقية أساسا له فإن
المفاجأه التي قصدها ستتمحور بين ثلاثة موضوعات وهما حسب الأهمية ، أولا وقف
مستدام لإطلاق النار في غزة ، ثانيا تدشين مسار للتطبيع بين المملكه العربية
السعودية وإسرائيل وثالثا التوصل الى إتفاق حول نووي ايران يهدأ من روع الخليجيين
ويلقى قبول الإسرائيليين ، وحتى يكون أي منهما عظيما وكبيرا ومهما ولا مثيل له فهل
سنرى مثلا الجيش الإسرائيلي وقد بدأ الإنسحاب من غزة وبدأت طوابير الشاحنات
المحملة بالمساعدات تتدفق على المعذبين في الأرض ، أو أن طائرة بنيامين نتياهو تحط
في السعودية مثلا وأن يكون بنيامين نتياهو أحد الحاضرين في الإجتماع الموسع
المرتقب في الرياض أو أن طائرة مسعود بزشكيان هي التي ستحط هناك وربما لإكتمال
المشهد عظمه ، فستحط طائرتيهم معا وسيكونان ضيفان الشرف على مائدة الإجتماع الموسع
...... ما هي الا ساعات لا تزيد عن أصابع اليد الواحده ، فقد بات موضوع الساعة الأهم
والذي يلامس كل مواطن عربي ومسلم ومن له صله بالإنسانية ، في ذيل بورصة مزاد المفاجئه المرتقبه والتي
على العالم أن ينتظرها لساعات أو أيام وقد لا يراها مطلقا كما لم يرى شيئا من
وعوده على مسرح طهي الأوهام وشيكاته بلا رصيد لعرب ومسلمي ميشغان مثلا ، ولربما قد
يفاجأ أكثر المحللين بالأماني والأوهام تفاؤلا بالإعلان عن إحدى شركات البزنس الأمريكيه
لتولى توزيع المساعدات لإثنان مليون ونصف فلسطيني يتضورون جوعا ، أما التطبيع بين
السعودية وإسرائيل فلم يعد شرطا لبناء برنامج نووي سلمي في السعودية وليس شرطا
لإقامة دولة فلسطينية والعكس بالعكس ، أما البرنامج النووي لإيران فقد إصطدم بعقدة
التفكيك لغايات التخصيب إن أريد له البقاء ومعه ايران كدولة ، وإحتفاءا وتكريما
للضيف فوق العادة لديار العرب فعلى القطريين إقناع حماس بأطلاق عدد لا يقل عن
أصابع اليد الواحدة من الرهائن المحتجزين في غزة بعد إسالة لعابهم بدراسة السماح
بوجود جهازهم المدني في غزة ، كمن يصيب عدة عصافير بحجر واحد ، فهو أوقف جموح
حكومة الأساطير بتوسيع العمليات العسكرية مؤقتا ، وتلطف بالذين يتضورون جوعا مؤقتا
، ومدد إقامة كوادر وقيادات حماس في جزيرة العميان مؤقتا ، فهكذا ستكون المفاجئات
من الآن فصاعدا .
لا يوجد على وجه هذا الكوكب من لا زال
لا يعرف السبب الحقيقي لزيارة دونالد ترامب لهذه المنطقه ، فهو لا يرى بها سوى
خزائن أموال مكدسة فوق حاجة أصحابها لها ، وأن من حقه أن يصل لها بشتى الطرق
والأساليب ، فهي مناطق نفوذ أمريكيه قديمة لا يسمح له منطقه الإقتصادي بإن يشاطره
بها أحد ، ولا زال يعيش بأفق العام 2016 ولا يعلم بأن العالم الذي يحيط به قد تغير
تماما ، فلم تعد السعودية التي تركها في زيارته لها في ولايته الأولى برفقة جاريد
كوشنير وحرمه إيفانكا هي ذاتها ، فعرض الصور والمنتوجات الحربية التي لا مثيل لها
والقاذفات للصواريخ لم تعد تستهويهم البته ، فهناك من ينتج مثيلاتها في العديد من
الدول وبلا إشتراطات سياسيه وغير منزوعة الدسم حتى تحافظ على تفوق الحليف الموثوق ، وحتى إسالة اللعاب عن دور سياسي مركزي فقد
تركوه من أعوام للقطريين والعمانيين وحتى الإماراتيين والبحرينيين لم يعد تستهويهم
هذه اللعبة ، فهم بحثوا عنها لسنوات وأكتشفوا أنها سراب ، فالنفوذ والقوة والتأثير
لن يمنح من أحد بل تتم صناعته من الداخل أولا ، وقد باتوا محجا لذلك وليس بحاجة
الى بطاقة مرور حتى وأن كانت صادرة عن ما زالت تعتقد بنفسها أنها سيدة للعالم ،
لقد نسجوا في العقد الأخير تحالفات من الممكن اللجوء اليها عند الحاجة ، وهي من
النوع القابل للصمود لفترات أطول وبسعر زهيد لا يرقى بكل الأحوال الى جشع دونالد
ترامب .
لتكتمل حلقات الإثارة فهو يبدأ بالدفع بأكثر
الحلقات تشويقا ليبدأ بتسريب أخبار عن
خلافات عميقه مزعومة مع بنيامين نتياهو وقطع الإتصالات الشخصية به حتى يعود الى
صوابه ، فقد تم تسريب عناصر لائحة الإتهام الذي قام بإصدارها بحق مايك والتز
مستشاره للأمن القومي ، حين أكتشف أن أحد أهم ركائز إدارته كان ينسق سياسات إدارته
مع بنيامين نتياهو ، هذا بشكلها المخفف أما بشكلها الأكثر بشاعة فهو العمل مع
بنيامين نتياهو للتلاعب بدونالد ترامب في عديد الملفات ، لإعاقتها وتسريب أخبارها
لبنيامين نتياهو ليبدأ العمل على التشويش عليها ، في اليمن وخروجه من الحرب معها ،
ونووي السعودية بدون اشتراط التطبيع معها ، وإعادة العمل بالإتفاق النووي مع أيران
دون البرنامج الصاروخي وأذرعها في المنطقة ، وإجراءه إتصالات مع حماس قد تفضي الى
إتفاق على السماح ببقاء شكل من أشكال الوجود المدني لها في غزة ، فهذا هو منطق
الصفقة لدى دونالد ترامب ، فلكل ملف من هذه الملفات تسعيرته الخاصة ، فنووي
السعودية سيدفع ثمنه السعوديون بمئات المليارات ، ونووي ايران والحوثيين ستدفع
ثمنه ايران عند إلسماح للشركات الأمريكيه بالإستثمار بالمليارات في ايران ، وبقاء شكل
من الحكم المدني لحماس في غزة سيدفع ثمنه القطريين بالمليارات ، سيعود من جولته
الخليجيه وقد تمكن من فتح كل هذه الخزائن وأفرغها عن آخرها بمفتاح واحد يصلح لفتح
كافة الخزائن العصيه على الفتح وهو توجيه إهانة لبنيامين نتياهو ، فلم لا فهي غير
مكلفة على الإطلاق وأكثر من هو على إستعداد ليتفهمها بنيامين نتياهو نفسه وحتى المشاركة
فيها ، ، على إعتبار أن هذه اللعبة تخدمه أولا وأخيرا ، فيكفيه أن يقال بإنه وحتى
دونالد ترامب فهو قادر على الإعتراض على سياساته وقول لا كبيره له ولن يتورع عن
فعل ذلك .
ينبري محللي السياسات والإستراتيجيات
بالأماني ، الى تلمس بداية صدام إستراتيجي بين الولايات المتحده وحليفتها إسرائيل ،
حيث باتت الأخيرة عبئا إستراتيجيا على المصالح العليا للولايات المتحده ، وكأنه
أكتشف البنسلنين مثلا ، فمنذ متى لم تكن كذلك !! فمنذ إقامتها قبل سبعة وسبعون
عاما كانت على هذا النحو وستبقى ، ولكن كل المقاربات الإستراتيجية في موازنة
المخاطر والأرباح كانت ولا زالت في صالح هذا التحالف ، فهي القاعدة الأكثر موثوقية
لها في الشرق الأوسط ، ولا زالت كذلك وستبقى ولن يتم إستبدالها بغيرها بأي حال من
الأحوال ، والأدهى من كل ذلك أن ترى مثل هذه التحليلات في عهد أكثر الإدارات دعما لها والذين ينحدرون
من المسيحيه الإنجيلية ، فعلى المفرطين بالتفاؤل أن يعوا حقيقة بسيطه مفادها بإن التكتيكات
بغية الوصول للأهداف الإستراتيجية شيئ والخلافات الإستراتيجية شيئ مختلف تماما .
لم يستطع دونالد ترامب تأجيل زيارته
للمنطقة أكثر من ذلك ، فهذه الزيارة هي أحدى الحلقات الأهم في جمع المال من العالم
بأسره ، فقد بات واضحا لديه بإن زوبعة رفع التعرفة الجمركية في العالم لم ولن تحقق
له ما أراده ، بل على العكس من ذلك فقد أفقدته الكثير ولن تكون في المدى المنظور
بأحسن حالا ، ولن يصبر طويلا حتى ينتهي بنيامين نتياهو من إحكام تشبيك ملفاته
الشرق أوسطية ، إذن فهو القرار من قبل
دونالد ترامب في محاولة فك الإرتباط بين كل هذه التشابكات ، فعلى اسرائيل ألتي
زودها بأكثر مما يكفي من السلاح أن تتولى معالجة ملفاتها الحربية على كافة الجبهات
وهي الآن أفضل مما كانت عليه في أي عصر قد سبق ، ولن يضيرها صاروخا أو مسيره قادمة
من اليمن كل عشرة أيام من الرد بطلعة جوية بالمثل أكثر تأثيرا وتدميرا ، أما إيران
فهي منهمكه في مفاوضات ستطول وتطول لتنتهي الى لا شيء ولن تشكل طيلة هذا الوقت أي
خطر قد يذكر ، أما لبنان فلم تعد تحمل مسمى جبهة بمطلق الأحوال ، فسوريا التي لم
تعد حتى جبهة محتملة فهي في أحسن الأحوال تتلمس واقعا يكفيها شر القتال ، وحتى
ينتهي دونالد ترامب من تثبيت أركان برنامجه الإقتصادي وإشاعة أوهام لن تأتي مطلقا
يكون فقد بنيامين نتياهو قد جهز المسرح السياسي له لفرض أجندته السياسية وتقاسم
الفرص التي ستتحق .
لقد إستفاق دونالد ترامب صبيحة إجازته الأسبوعية ليطل
على شواطئ مرلياغو وقد تذكر للتو حلمه في الليلة الفائتة ، حلم كبير ، وعظيم ومهم
ولا مثيل له ، على عجل يستل ورقة وقلم ويدون أبرز ملامحه قبل أن يفقدها في زحمة
بدء متابعاته لأبرز المستجدات العالمية ، لقد وجدها أنها الوصفة السحرية لحل
القضية المعجزة والتي تقف حجر عثرة في حلق العالم بأسره ، يقف على شوطئ غزة ، شواطئ جميلة وهادئة ، فنادق ومنتجعات سياحية ، وقبالته منصات
إستخراج الغاز والنفط ، سفن عديده ترفرف عليها أعلام الولايات المتحدة ، تشق عباب
القناة الواصله بين البحرين المتوسط والأحمر ، وبعد أن ينتهي من تدوين أبرز
ملامحها ، يستعين في أحد مراكزه البحثية المتخصصة في تفسير الأحلام ، والتي باتت
تعتمد بكلية عملها على الذكاء الصناعي لموافاته بأفضل المخرجات لأجمل المدخلات
التي سبق وأن حلم بها ، لم يطل إنتظاره طويلا ليأتي الرد ، حتى يتسنى لك ذلك فما
عليك الا القيام بإخراج السكان الأصليين المنهكين الجائعين الى مكان قريب وفي هذه
الحالة الأردن أو مصر طوعا ويفضل الأردن لوجود أماكن اللاجئين السوريين الفارغه
حاليا ، وحتى يتم إقناعهم فوعد تقطعه لهم بعودتهم الى أماكن سكنهم مع إنتهاء
ولايتك الرئاسية وهي الأخيرة حسب الدستور كما تعلم ، ولتمنحهم مزيدا من الشغف فلا
بد من وعد آخر بمنح الجنسية الأمريكيه لكل من يخرج طوعا مع مبلغ مالي معتبر ، أما
الإسرائليين وحتى يسهلوا المهمه فإعطائهم الشطر الآخر مما تبقى من أمل للفلسطينيين
ليفعلوا به ما يشائون ، لست بحاجة الى أية مسوغات قانونية ، شرعيات ، يكفي أن
تردد لقد أرحت العالم من هذا الصداع
المزمن لقرن من الزمن ، وقمت بتفكيك كافة الصراعات والملفات الناشئة عنه وبضربة
واحدة ، ولعظمة الفكرة فالتبشير بها واجب
ولو همسا ، إذا والحالة هذه فصناعة القطيعه العلنية معه حاليا هي أفضل ما يمكن
فعله والإبقاء على قناة إتصال مع خليفته في وراثة الليكود دريمر هي أنجع السبل ،
وتقوم الفكره أساسا بإن كل التعقيدات الجارية في الشرق الأوسط متصله بالصراع
الفلسطيني الإسرائيلي وبؤرته الأساسية قطاع غزة ، فكيف سيكون الحل " تتقاسم
الولايات المتحدة واسرائيل قطاع غزة والضفه الغربيه والذي لا يريده أحد على حالته
الراهنه سوى أهله ، ويبلغ سكانه بعد الفرز بإن جنسية أمريكية بإنتظارهم بعد سنتين
، فليخرجوا الى مخيمات مؤقته باتت جاهزة في الأردن ، ومن يرفض الخروج فهو بات
مصنفا على أنه ينتمي لحماس وهو أصلا مشروع للقتل ، أما بنيامين نتياهو فجائزته
الكبرى هي ضم الضفه الغربية ، فما الذي سيتبقى للعرب من أعذار لعدم التطبيع مع
الدوله المهيمنه ، وما الجدوى من البرنامج النووي مع إيران بعد أن باتت القضية
الأساس في خبر كان ، أما بقايا الضفه الغربية والحكم الذاتي للسكان فيها فهو معروض
للمزاد على من يقبل إدارته ، وأن تعذر ذلك فلتحمل إسرائيل الجمل بما حمل فلتكن
الجنسية الإسرائيليه على غرار القدس هي نهاية المطاف ، هذه هي الصفقة العظيمه
والكبيرة والمهمة والتي لا مثيل لها وفق منطق الترامبية السياسية .
خلاصة القول :ـ
يسابق دونالد ترامب الزمن بأي شيء يدخله التاريخ من أوسع
ابوابه ، كيف تمكن مطور عقاري فاشل متهرب من الضرائب ومدان بقضايا تمس السمعة ،
الى أكبر صانع سلام وحمله لقب الجائزة العالمية الأرفع بهذا الخصوص ، كيف سيجل
أسمه في التاريخ بين الرؤساء الذين غيروا الدستور ليتمكن من خوض المنافسة على
رئاسة الولايات المتحده للمرة الرابعه ويحظى بدورة رئاسية ثالثة ، كيف سيدخل نادي
الدول الإسعمارية العظمى القديمة الذي خلدها التاريخ كالفرنسيين والبريطانيين
والأيطاليين والبرتغاليين ، فالقوة الإمبريالية الناعمة بالعملة الخضراء ولعبة
القواعد العسكرية لم تزد من مساحة الولايات المتحدة سنتمترا واحدا ، وقد باتت
تكاليفها أكثر مما تحققه من فرص ، فماذا ينقص الولايات المتحده من قوة لفعل ما
فعله فلادمير بوتين من إستعادة جزيرة القرم أو ضم أقاليم من الأراضي الأوكرانية
مثلا ، إن تجديد حيوية وقوة الولايات المتحده تكمن فقط لا غير بالسيطرة والتوسع
والقوة بلا حروب صحيح ، ولكن يكفى تحريك القوات بلا طلقة واحدة لإنجاز ذلك ، كيف
سيكون الرئيس الذي يحمل أسمه التغيير رقم ثلاثون للعلم الأمريكي بإضافة النجمة
الحادية والخمسون له ، فمنذ ايزنهاور قبل خمسة وستون عاما وضمه لجزيرة هاواي لم
يتم ذلك ، ففكرة منحها لكندا قد إصطدمت برفض كندي مطلق ، أما غرينلاند فهي ليست
بأحسن حال من ذلك ، إذا فالوقت يضيق وهو لا يجد في بورتريكو الذي وصفها الممثل
الكوميدي توني هينتشكليف في حمى تجمع إنتخابي لدونالد ترامب في ماديسون سكوير
غاردن في نيويورك بالجزيرة العائمة من القمامة ، فهي ليست أهلا ليربط أسمه بها
ويحمّلها النجمة الحادية والخمسون ، إذا
والحالة هذه فلم يتبقى أفضل من العودة الى ريفيرا غزة وثلاثمائة وستة وثلاثون كيلو
متر على شواطئ المتوسط في جوار الحليف الأوثق للولايات المتحدة ، لكن مشكلتها بإن
سكانها الأصليين ليسوا من ذوي البشرة البيضاء والشعر الأصفر والعيون الزرقاء ، وأن
لهم ماضي في عدم القدرة على التطويع فلم والحالة هذه من الإستحواذ على هذه المساحة
وبالتالي نجد لها لاحقا تركيبة سكانية تناسب أهمية موقعها ، فلا ضير ببضعة مئات من
الالاف من سكانها الأصليين يتم إنتقاءهم بعناية ويقبلون حمل الجنسية الأمريكية ، بعد
إعادة إعمارها بخليط هجين من سكان راغبين بالإستثمار بالغاز والنفط والزراعة وصيد
الأسماك بلا مساحات محدده ومقدمي الخدمة للقناة الجديدة الواصله بين البحرين .
لتمرير الزيارة الأهم كان لزاما على دونالد ترامب من
الدفع بشبيهه في الإحتيال السياسي بنيامين نتياهو ليقابله على مسرح الكابوكي ،
ليصنعا ثنائية السلام والحرب ، والتسامح والتشدد ، وعلى الجمهور أن يختار
إصطفافاته بين صانع للسلام وصانع الموت ، وكأن مستودعات السلاح في العالم والتي فتحت
على مصراعيها لبنيامين نتياهو لا يعلم عنها دونالد ترامب شيئا ، إن بنيامين نتياهو
يعرف دونالد ترامب أكثر من نفسه ، فكلاهما خريجي ذات المدرسة ، كما يعرف حاجته
الماسة لخزائن المال العربي ، وأن من أحدى سبل نجاح حملة الجباية التي سيقوم بها
دونالد ترامب ، هو حالة من الإفتراق السياسي المؤقت بينهما ، فيلتقطها من يهمه
الأمر ، فالغارق في بحر الدم في غزة وحاكم أمر واقعها ، لا بد وأن يكرم الضيف
الزائر بشيء ما ، فهو لا يمتلك فائض من رفاهية الكرم أكثر من عيدان كدفعه مقدمة
تحت الحساب وأربعة من الجثث لقاء شيك بلا رصيد مؤجل الدفع عند أول لفتة قادمة ، فيرد الضيف اللفته بأحسن منها ، شيك بلا رصيد
مؤجل الدفع بالنظر بالسماح لجهازه المدني للمشاركة بحكم غزة في اليوم التالي للحرب
وتمديد إقامته في جزيرة العميان لبضعة شهور أخرى ، أما راعي مشروع حكم الأمر
الواقع في غزة فليس بحاجة لأكثر من هذا الشيك وكلمات الإطراء ، ليفتح خزائنه على
مصراعيها للضيف فوق العادة لجزيرة العميان ....وهكذا فلكل ملف وشيكاته المؤجله بلا
رصيد تسعيرته الخاصه ، تنتهي زيارة الضيف فوق العاده بتريليون وقد يزيد من العملة
الخضراء ، وطحن لكلام في كلام وتعود حليمة أدراجها لعادتها القديمة ، يتفرق
جمهور المسرحية كل منتشي بفائض من جرعة أوهامه ، أما على الأرض فدوامة الموت
الزاحفة على متن عربات جدعون المكتظه
بأحفاده فستكون صاحبة القول الفصل في كل ما جرى وسيجري لاحقا ، لا لعربات الصليب
الأحمر المحملة بالرهائن .
تعليقات
إرسال تعليق