القائمة الرئيسية

الصفحات

 




جيش يسير على بطنه

سمها ما شئت ... الا أن تكون حربا ، يضيء حكام الأساطير في إسرائيل وحكام الأمر الواقع في غزة هذه الأيام ، شموع أيام مئويتهم السادسة للعبة الموت والفناء ، سباق محموم على هندسة صورة لنصر مزعوم وقوده الناس والحجارة ، يقول لهم ألأكثرية ممن يسكن في هذا العالم ، إنكم تبحثون عن أوهام وخرافات ، ليست موجودة سوى في أحلامكم المثقلة بأساطير أكل الزمان عليها وشرب ، ينتشي أقطاب حكومة الأساطير بمشهدية الفوضى في غزة ، عشرات الاف من الجائعين الذين هاجموا أحد مراكز بضائع آخر صرعات فوضى دونالد ترامب الإنسانية في غزة ، وحال لسانهم يقول إنها صورة لهندسة وإخراج صورة لنصر لم نتذوق طعمه حتى الآن ، وشاهد على نهاية حكم تلوثنا بصناعته بأيدينا ، فقد صنعنا من هؤلاء المهللين والمكبرين بالفتح العظيم لتخوم غزة  ، طوابير من الجوعى يمشون عشرات الكيلومترات على الأقدام بحثا عن بقية من حياة ، يرد عليهم أقطاب حكم الأمر الواقع ، لن تمروا فنحن اليوم التالي ولو على جماجم الوف أخر بعد الأربعة والخمسون الفا ممن مماليكنا ، يعلو صراخ جمهوري لعبة الدم والموت كفى لهذا الموت العبثي بلا طائل ، فيأتيهم الرد عاجلا ليس آجلا ، لم وعلام كل هذا الصراخ !! ، لقد فعلنا كل ما يلزم لتعطيل ذلك ، فها هي مؤشرات بورصة الدم في ذروتها ، لم يبقى سوى حصد الأرباح ، أسهم ويتكوف وبحبح وجوقة الوسطاء من كل الجنسيات في مزاد المبادرات في ذروتها ، فهي كلها باللون الأخضر مشجعه ، مطمئنة ، واعدة ولم يبقى عليها سوى بضعة أيام على الحصاد ، يخفت الصارخ مبحوحا مقهورا يعض على أصابعه بالنواجذ وبلا حول ولا قوة الا بالله ، فلا بأس وبعد كل هذا الصراخ بكرتونة مليئة بكل اللاءات والملعونات فقد تقي من هلاك عاجل ، إنها بعض الضرورات التي تبيح كل المحظورات ، أو حوافز من بضع الاف من شواكل لقسائم رواتب الذاهبين للمشاركة بإحتفالية الدم على متن عربات إحتياطي جدعون ، أما بقية المغلوبين على أمرهم فيكفيهم الإستماع لأوركسترا سمفونية الثأر والدم من كلمات ، صناع الأساطير وألحان شذاذ الآفاق  ، فهم لا يستحقون أكثر من ذلك ، فحال لسانهم يقول هذا ما جنيناه على أنفسنا ولم يجني علينا أحد ، فقد حنينا ظهورنا في غفلة من الزمن ليمتطينا شذاذ الآفاق ، فقد باتوا اليوم في موقع تقرير مستقبلنا ، وسنبقى كثيران لساقية إستهلكت مياهها عن آخرها ، فباتت لا تروي ظمئا ولن تسقي زرعا . 

لا ينقص الأمريكان ولا الإسرائيليين المعرفة ولا الإمكانية بكيفية إدارة توزيع المساعدات الإنسانية ، ولا القدرة على الحصول على كافة البيانات المستخدمة من قبل كافة المؤسسات العاملة بهذا الشأن ، ولا توظيف الخبراء من العاملين سابقا مع المؤسسات الدولية ، ولكنها بإختصار هي المشهدية المقصودة بعينها ، أرادوا تصديرها للعالم بأسره لأسباب عديدة ، أولاها ان هذه المنطقة من العالم باتت خارج تعريفات الأمم المتحده ، فهي مناطق ستخضع من الآن فصاعدا الى تعريف أكثر من واضح على أنها مناطق نفوذ وسيطرة للشراكة الأمريكية الإسرائيلية على غرار بورتاريكو مثلا ، ولن تسري فيها سوى القوانين الأمريكيه والإسرائيلية ، ثانيهما أن على السكان الأصليين أن يعتادوا تدريجيا على التعامل المباشر بدون وسطاء مع مقدمي الخدمة الجدد بلا وسطاء وأن يقطعوا كافة صلاتهم بكل ماضيهم الذي لم يستطع أن يدخل لهم زجاجة مياه الا عبر البوابة الإسرائيلية والأمريكية ، وأن ملف الطعام والغذاء سيكون إنموذجا لما سيلي من ملفات للتعليم والصحه ...الخ  ، ثالثهما أن على السكان الأصليين أن يتعاملوا مع مقدمي الخدمة فرادى ، فلا وحدة حال ولا نظر الى الضعفاء والبسطاء وذوي الإحتياجات الخاصة ، فمعادلة البقاء هي للأقوى وفي الطريق للوصول الى ذلك فلا بأس بالزحام والشجار والسرقة والسباق المحموم على تلقي الخدمة ، رابعهما  أرادوا تصدير هذه المشهدية لتثبت مع أي نوع من البشر يتعاملون فهم بحاجة الى إعادة صياغة وتشكيل ، فهم غير قادرين على حكم أنفسم ، فقد نظموا تجمع هذه الحشود على هذه الشاكلة ، بلا أعلان مسبق عن الألية والكيفية والوثائق اللازمة ولا سكان المناطق المستهدفه وفق الكميات المتوفرة ، خامسهما لقد زرعوا كاميرات المراقبة في كل زاوية من ممرات الموت والتي توثق كل شيء بالصورة والصوت وحتى بصمة العين ، فالإختيار والفرز بعد الدراسة للمهمات القادمة ستكون الحظوة فيها للأكثر جرأة على تجاوز رقاب الآخرين والسطو على أكثر مما يتمكن من حمله ، سادسهما أن سلاح التجويع قد فعل فعله ، فمن كسر كل الحواجز اليوم للبحث عن البقاء ، سيحذو حذوه غدا ممن لا زال يحتفظ ببعض من كبرياء ، وهي الفئة الأكثر إستهدافا في المعادلة ، فالمغريات المقدمة مع الجوع الشديد ستسيل اللعاب ، فليس مطلوبا لا وثائق ولا النبش في ملفات الماضي ولا الحاضر  ليأخذ ما يريد ، وعند الوصول الى ذلك ، فحينها يمكن القول رسم صورة المشهد بكليته ، لقد تم هدم إخر حصون الممانعه النفسية بشكلها العملي ، سابعهما هي مناورة عملية على الأرض وأداة قياس لكل السياسات التي ستأتي لاحقا ، رغما كل المخاطر التي واكبت عملية التنفيذ .

يرقب حكام الأمر الواقع المشهد بكل أبعاده ، فلا يخفى عليهم بإنهم قد هزموا في معركة الأمعاء الخاوية ، فلن يستمع لهم أحد أمام معركة التجويع الطاحنة ، ورغما عن كل ما يقال من بث دعائي عن الأهداف من خلف كل هذه العملية ، فالجياع يفكرون بسد غريزة إحتياجه للطعام والغذاء أولا وقبل كل شيء ، أما الحديث عن كل القضايا الوطنية الكبرى فهي مجرد ترف ، فعلى من يقرر أمورنا في قطر وتركيا وفنادقهما الفارهة ، وميزانياتهم الفلكية أن يأتي ليعيش معنا يوما واحدا  ، في فصول رحلة البحث عن رغيف خبز وزجاجة ماء وخيمة تستر بقايا من كرامة ، والهجرة من مكان لآخر للمره العاشرة على الأقل ، يرد عليهم سدنة المعبد أنه النصر وصبر الساعة قبل الأخيرة ، فيرد عليهم المعذبون في الأرض ، إن النصر الذي تبحثون عنه ما هو الا أوهام ، فمن يبحث عن النصر لا يمكن أن يأخذنا الى هذا المشهد بكل تجلياته والتي لم تعد بخافية على أحد .

يرقب ملك البزنس والشو دونالد ترامب المشهد ، عبر تقارير أهل ثقته الأوفياء ، لقد آن الآوان لإخراج صفقة لحيز النور يرضى عنها أقطاب حكومة الأساطير . فحكام الأمر الواقع في غزة باتوا في وضع يلهثون فيه خلف أي شيء قد يخرجهم من مأزقهم ، فمشهدية طوابير الجائعين تقول ذلك ، وحالة الفوضى والإنفلات لا تخطئها العين ، تجري التعديلات اللازمة على خطة ويتكوف والتي لم يعد أحد يعرف رقمها لكثرتها ، فهذا كل شيء إما أن تأخذ كلها أو ترفض كلها ، بكلمة واحدة وبإختصار شديد إما نعم أو لا ، فيعكف سدنة المعبد على دراستها وإشباعها بحثا وتمحيصا بدعوى مناقشتها مع شركاءهم في الدم ، لينبري كثر من الناطقيين الغير رسميين للتعليق عليها ، إنها خطة دريمر وليس لها علاقة بكل ما إستمعنا له من ويتكوف ولا بحبح ولا من الوسطاء ، ليأتيهم الرد بإن العروض السابقة والأحسن حالا والتي تم رفضها من قبلكم صيغت في زمن آخر ، أما على الأرض فقد تغير كل شيء ، وإن كنتم لا تصدقون فمشهد طوابير الجياع بإمكانه أن يقول كل شيء .

يصرخ السواد الأعظم ممن فقدوا كل شيء ، فلتكن هدنه لستين يوما ، أقلها فسيتوقف الموت ، والتقاط ما بقي أنفاس لم تعد تحتمل المزيد ، يرد سدنة المعبد ولكنه توقف مؤقت وسيعيد الموت سيرته الأولى هذا إن لم تعد بعد اسبوع واحد ، يرد المعذبون في الأرض ، لم نعد بحاجة الى الإستماع للمزيد ، هذه هي مشكلتكم لقد إنتهى العقد ما بيننا وبينكم ، رفعت الأقلام وجفت الصحف ، تسلمون أسلحتكم ، تغادرون غزة فلم يعد الأمر يعنينا بشيء ، فلننقذ ما يمكن إنقاذه من أنفسنا أولا ، فمن لا يستطيع تحمل الحرارة فليخرج من المطبخ ، لم تعد اللعبة بمستوى قدرتكم على مواجهتها ، فلتترك للعرب وجامعتهم ، فلتترك لقوة متعددة الجنسيات ، فلتترك للجنة محلية ، لأي شيء الا أنتم فلستم مؤهلين ولا مخولين بذلك بعد اليوم .

يسيل لعاب أقطاب حكومة الأساطير للمزيد والمزيد ، فيعلنون عن إقامة اثنا وعشرون مستوطنة جديده في الضفه الغربية ، كرد أولي على الفرنسيين ومعهم أحد وعشرون دولة آخرى ينوون الإعتراف بالدولة الفلسطينية ، وحسب منطوق وزير حربهم كاتس فما يقرر على الورق فمصيره سلة نفايات التاريخ ، أما على الأرض فنحن من سيقرر التاريخ ....ينبري من هم أكثر وضوحا من أقطاب حكومة الأساطير أمثال سموترتش للقول ، هذه هي المقدمة فقط فالضم هو الخطوة التالية ....يجري كل ذلك على سمع دونالد ترامب الذي حمل بالأمس من خزائن العرب ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، حتى أن مجرد قدوم وفد عربي دولي لرام الله بات في حكم المجهول حتى حينه على الأقل . 

لقد أطلق دونالد ترامب الغاضب من بنيامين نتياهو !!! يديه بكل الإتجاهات ليضرب في كل مكان ، في غزة والضفة ولبنان وسوريا واليمن والى كل مكان تستطيع الوصول اليه طائراته ودباباته وبساطير جنوده ، الا إيران فزاعة الغرب لإخضاع العرب ، فكيف سيكون عليه الحال إن لم يكن غاضبا منه ؟؟؟ فلعل المحللين بالأماني من العرب وحلفاءهم قادرين على توفير  الإجابة لكل ذلك إن إستطاعوا اليه سبيلا ، بديلا لكل التكاذب السياسي الجاري في منطقة الشرق الأوسط ، حتى بات المواطن العربي والشرق أوسطي يتسائل عمن يقرر بشأن القضايا الإستراتيجية في الشرق الأوسط  ، هل هي أمريكا أم إسرائيل ، أم أن السياسات الأمريكية من الأصل وضعت على رأس جدول إهتماماتها أن تكون إسرائيل الدولة المهيمنة والقوة الضاربة الوحيده في الشرق الأوسط ، أم أن قيادات أمريكا قد تغيروا بالفعل ما بين عهد إيزنهاور وصولا لعهد دونالد ترامب .

خلاصة القول :ـ  

يعتقد حكام الأساطير في إسرائيل ، بإن سطوة القوة الراهنة والدعم اللامتناهي من حكام البيت الأبيض ، هي من سيكتب الفصل الأخير في كافة قضايا الشرق الأوسط ، متناسين أنهم يعيشون في دولة داخلها ثلاث دويلات ، واحدة للعلمانيين وأخرى للمتدينيين وثالثة للمستوطنين ، لا يجمعها سوى الحروب الأبدية ولنا في تصريح زيني مرشح بنيامين نتياهو لرئاسة الشاباك عن الحروب الأبدية خير دليل على ما تفكر به الصهيونية الدينية في اسرائيل .     


تعليقات