فوضى دونالد ترامب وحرائق الشرق
ساعات قليله على ظهور المؤشرات
الأوليه لنتائج الماراثون الإنتخابي على رئاسة البيت الأبيض والذي تشهده الولايات
المتحده حيث يجمع المحللين السياسيين بإنه الأشد غرابة وتعقيدا في تاريخها لناحية
أنه سباق بين رئيس سابق ومرشح للمرة الثالثة للإنتخابات الأمريكيه وهي سابقه
تاريخيه في الولايات المتحده وهو الخاسر السابق في إنتخابات 2020 أمام الدمقراطي
جو بايدن ، وهو الذي لم يعترف بنتائج إنتخاباتها حتى الآن ويندم أشد الندم على مغادرته
للبيت الأبيض وقد حرض على عدم التصديق على نتائجها في حادثه غير مسبوقه في التاريخ
الأمريكي مما أدى الى قيام أنصاره بإقتحام مبنى الكونجرس بتاريخ السادس من يناير
2021 وسقط قتلى ومصابين في مشهد أصاب أمريكا بالذهول والصدمه وكاد أن يعصف بأكبر
حواضن الدمقراطيه في العالم ، وهو القادم من عالم البزنس والشو وأكثر الشخصيات
التباسا في العالم ، له جمهور واسع يؤمن بشكل مطلق بكل ما يتوفه به وإن كان عباره
عن كلام مكرر وهراء ، فرض نفسه على الحزب الجمهوري بقوة جمهوره المنتمي له شخصيا
رغم نفور العديد من قادة الحزب الجمهوري منه وتحذيرهم من خطورته ، أخضع العديد من
معارضيه لآرائه وحتى من إختاره ليكون نائبا له وهو الشخصيه المحافظه جيمس فانس ، تعرض لعملية إغتيال أثناء جوله إنتخابيه في
السباق الحالي في إحدى حواضر ولاية بنسلفانيا الموصوفه من قبله بالفساد ، لم يخفي
عداءه للإسلام والمسلمين ويلقى قبولا في بعض أوساطهم ، كاره للأقليات وله الكثير
من المؤيدين في أوساطهم يفتخر بصداقته لبوتين وهو أكثر من فرض عقوبات على روسيا
وهم وفي ذات الوقت يتمنون عودته للبيت الأبيض ويعملون سرا بالعمل على ذلك ، التقى
رئيس كوريا الشماليه عدو الغرب اللدود ولم يتمكن من ثنيه عن المضي قدما ببرامجه
المزعزعه للإستقرار في تلك المنطقه رغم ما أثارته هذه اللقاءات من حفيظة حلفاء
الولايات المتحده في المنطقه ، يدعي القدرة على وقف الحرب الروسيه الأوكرانيه خلال
يوم واحد وهو ما يثير حفيظة حلفاء الولايات المتحده وكذلك قدرته على إطفاء حرائق
الشرق الأوسط وهو الذي شجع نتياهو على المضي قدما بالحرب وعاب على بايدن وضع
المزيد من الكوابح لنتياهو ، يواجه سلسلة لا تنتهي من القضايا والمحاكم التي لا
تستوي بما تحتويه من فضائح مع كونه مرشحاً ليحمل مسمى رئيس الولايات المتحده الأمريكيه
..... وكل ذلك في مواجهة سيده من الطبقه الوسطى محسوبة على الأقليات في الولايات
المتحده أتى بها بايدن نائبة له في إنتخابات 2020 وهي تقف نظريا على يسار بايدن
وجدت نفسها فجأة في مواجهة دونالد ترامب بكل صلفه وعنجهيته قبل ثلاثة شهور من سباق
إنتخابي بحاجه الى عام وأكثر من الترويج والإستعداد بعد قرار إنسحاب بايدن من
السباق الإنتخابي بضغوط كبيرة من قادة الحزب الدمقراطي بعد مناظره بائسه له أمام
دونالد ترامب كان من الواضح من خلال مجرياتها بإن عوامل التقدم بالسن لن تتيح له
المضي قدما بالسباق الإنتخابي ، إصطف خلفها قادة الحزب الدمقراطي وعلى رأسهم باراك
أوباما على عجل بحكم الضرورة وإنعدام الخيارات المطلوبه بما يتناسب مع اللحظه التي
لم يكونوا مستعدين لها ، تحاول عبثا إيجاد سبيلا مختلفا عن إدارة بايدن فهي شاءت
أم أبت الوريثه الشرعيه لكل ما إتخذته إدارة بايدن من قرارات إيجابا أوسلبا ،
حاولت بقدر المستطاع أن تسير على خيط رفيع حيال الحريق المشتعل في الشرق الأوسط
فهي لم تشارك في مهرجان التصفيق الذي أقامه الحزب الجمهوري لبنيامين نتياهو
والتقته خارجه ولم تكن لغة الجسد ولا البيان الصادر عنها عقب اللقاء بخافي على
إتساع الهوه بين الشخصين على نحو أوسع وأكثر عمقاً عن جو بايدن ، ورغما عن ذلك
فعرب ومسلمو أمريكا يطالبونها بالمزيد من التعهدات بإتخاذ قرارات ضد إسرائيل
ومنظومة الحكم فيها وهم يعرفون بإنها لا تستطيع فعل أكثر من ذلك ومن غير المتوقع
عن تحصل على ما حصل عليه جو بايدن في إنتخابات 2020 في رسالة عقابيه للحزب
الدمقراطي وهم غير مدركين بإنهم يعاقبون أنفسهم ويقدمون بالمجان فرصا إضافيه
لدونالد ترامب الذي شهدت حقبته الرئاسيه أفضل ما يمكن أن تحققه إسرائيل في كل عهودها
على حساب الحقوق الفلسطينيه والعربية على حد سواء .
سرا وعلانية يقف غالبية قادة
العالم على أطراف أصابعهم في أنتظار نتائج هذا السباق الإنتخابي فقادة العالم
الغربي سيكونون أول المتأثرين بالقادم الجديد وهو يحسبون الف حساب لإحتمال عودة
دونالد ترامب فأول ما يعنيه هو إضعاف عرى التحالف الذي قام بترميمه جو بايدن لحلف
شمال الأطلسي بعد كل ما فعله دونالد ترامب إبان ولايته الأولى والذي تم إختباره
بنجاح بعد عمليات الترميم وضخ الحياة فيه في التصدي للإجتياح الروسي لأوكرانيا
وأستطاع خلال سنتين من الحرب من محاصرته وعدم إتساعه الى مناطق أخرى وحافظ على
أوكرانيا كدوله متماسكه عدا عن الصين وشرق آسيا فالشرق الأوسط والحرائق المشتعله
على جبهتي غزه ولبنان فإيران والتهديدات القادمه من هناك بتبادل الردود وإحتمال
إندلاع حرب واسعة النطاق تمكن جو بايدن وإدارته حتى الساعة من التخفيف من غلوائها الى
الحد الممكن من إستيعابها والذي لن يتمكن معها الحليف الأهم في الشرق الأوسط
للولايات المتحده (اسرائيل) من مواجهتها منفردتاً ونوايا ترامب بإن يقوم بنيامين
نتياهو بأقصى ما يمكنه القيام به بالفتره المتبقيه لإدارة بايدن لتحميله كافة
تبعاتها ليدخل البيت الأبيض وقد تم الإجهاز وإخماد كافة الجبهات قبل تسلمه مقاليد
السلطه متغافلا على أن مآلات الحروب لا يمكن التحكم بها " فمن السهل أن تقدم
على خطوات لفتح وتوسعة فصل من الصراع ولكن الأهم أن تعرف كيف تنهيه" وهو ما
بات واضحا بأن بنيامين نتياهو وبعد كل ما أحدثه في غزة من قتل ودمار فهو سيبقى
يلاحق شظايا مقاومة ستقض مضجعه ولن يستطيع إستعادة رهائنه وكذلك الحال بالنسبة
لجبهة الجنوب في لبنان فبعد كل الضربات التي وجهها لحزب الله فهو لن يستطيع فرض
الإستقرار في تلك المنطقه أو إعادة المهجرين من الشمال الى بيوتهم ، أما رأس محور
المقاومة فلن تكون تبادل الضربات كافية لحسم هذه الجبهة ولن يتمكن بنيامين نتياهو
بمفرده من فعل المزيد وسيكون مطلوبا من الولايات المتحده الإنخراط بتوجيه ضربات
مباشرة للجم إيران وإضعافها الى الحد الذي لا يمكنها من الإستمرار في تبادل
الضربات مع إسرائيل في ظل قيادة إيرانية منقسمه بين تيار محافظ يمسك بترسانة
عسكرية بناها خلال أربعة عقود من الزمن وهو يرى مشروعه الذي إستثمر به أموالا
طائله لبناء أذرعه الضاربه والذي عمل عليه لسنوات في حواضر العرب ينهار أمام
ناظريه وقيادة سياسيه يسيل لعابها الى العوده مجددا الى طاولة التفاوض مع الولايات
المتحده وهي في حالة من الحرج الشديد في عدم مواجهة جموح بنيامين نتياهو في إخضاع
أيران وعينه أساسا على برنامجها النووي والصاروخي ومرشدا للثورة يقف ما بين هذا
وذاك وهو يرى خيوط نسيج سجادته لا تسير وفق نسق قد يفضي الى تسويقها بأثمان مجزيه
لا محليا ولا في محيطه ولا في العالم أيضاً وجماهير ممتده داعب أحلام بسطاءها
بأضخم الشعارات الثوريه ليجدو أنفسهم على قارعة الطرق في بيروت وعلى الشاطئ
الجنوبي لبحر غزة وقد فقدوا ابناءهم وبيوتهم وأرزاقهم وكل أسباب المنعه والقوه
التي مكنتهم من مخاطبة بقية مكونات مجتمعاتهم من منطق الإستقواء بلغة السلاح
والحرب ومقارعة الأعداء فهل من المتوقع أن يسلموا بهذه المستجدات بعد أن لم يترك لهم
بنيامين نتياهو أي مسرب آمن للخروج من هذه الدوامة بما يحفظ ولو قليلا من ماء
الوجه ؟؟ والإجابة ببساطة أنه من المتعذر عليهم فعل ذلك وحتى النهاية .
تعليقات
إرسال تعليق