القائمة الرئيسية

الصفحات

 





رسالة مواطن فلسطيني الى الباحثين عن تغيير وجه الشرق الأوسط

ثنائي الحماقة والإحتيال السياسي بنيامين نتياهو &دونالد ترامب

لدينا مثلا فلسطينيا يقول " سيكون من الأسهل عليك أن تحفر بئرا  بإبرة  ، قبل أن تتمكن من إقناع أحمق بفكرة " ، هذا إن كان أحمقا واحد ، فماذا سيكون عليه الحال إن إجتمعا أحمقان معا ، والأدهى والأمر فكيف سيكون عليه الحال إن كانا أحمقان ومحتالان أيضا ، كمثل تاجرين ، الأول مسوق لبضائع منتهية الصلاحية مزوّر لتاريخ صلاحيتها ، والآخر يمتلك دفتر شيكات بلا رصيد ، أقاما تبادلهم التجاري على إصطياد المغفلين ليقبل أحدهم بضاعته ، وآخر يقبل شيكاته التي لا رصيد لها ، ولكن في زمن التضليل الإعلامي فلا بأس فسيجدون بعضا من هؤلاء المغفلين .

قبل أن تتلفظا بكلمات كبيرة كهذه ، ينبغي أن يعود كليكما الى قراءة تاريخ الشرق الأوسط ، أو ما تحبون تسميته بالشرق الأدنى ، الى ما قبل خمسة الاف سنه قبل الميلاد لأنه وعلى ما يبدو بإن أصولكما البولندية والألمانية وحياة منهاتن ، أعمتكم عن معرفة عميقة بهذا الشرق الذي تودون تغيير وجهه ، وما سأقوله لكم سيخالف المألوف بكل تأكيد ، ولن تجدوه في مراكز الأبحاث والدراسات التي أقامتها الحضارة الغربية ، الذي لم تتعلموا منها سوى فنون الإحتيال والتهرب من القانون والقضاء بإسم القانون والقضاء أيضا ، يجب أن تعودوا لقراءة تاريخ السومريين ، الأشوريين ، الفراعنه ، الكلدانيين ، الفينيقيين ، البابليين ، الكنعانيين وسلسلة طويلة من هذا التاريخ القديم وحتى يومنا هذا ، يجب أن تعودوا الى تاريخ الأديان والعقائد والعبادات قديمها وحديثها ، يجب أن تعودوا الى الموروثات التاريخيه والعادات والتقاليد وتشكلها وتغيرها ، إن ما سأقوله لكم هي عناوين عريضه عما لا تعرفوه عن الشرق وساكنيه :ـ

·         نحن من صنعنا غالبية الآلهة للبشرية ، فلم نترك شيئا إلا وعبدناه ، وعندما يخبو وهج أحدهم نصنع آخر  ، نحن من صنعنا آلهة من تمر ، وعندما جعنا التهمناها ، إن كل الأنبياء والرسل أصحاب رسائل التوحيد مرت من هنا ، إن كل مقدساتكم التي تؤمنون بها وتتبعوها ولدت هنا أيضا .

·         نحن لا نخوض حروبنا بالعلم وقوانين الحرب والعديد والعتاد والظرف المتاح ، ولكننا نخوضها بالغرائزيه والموروثات والغيبيات ، نحن من أحرقنا سفننا على شواطئ أوروبا حتى لا يتراجع أحد من بيننا ، نحن خضنا حربا لأربعين عاما من أجل ناقة ، ونذبح في ولائمنا مئة منها .

·         نحن نعشق الأسطورة ونقدسها وأقمنا لها مشاريع الخلود ، فقد أقمنا أحد مشاريع خلودنا من ثلاثة ملايين حجر ، يزن كل منها ثلاثة أطنان لدفن الهتنا ، وأضئنا فيها الشموع وأشعلنا لها الأبخرة ، وألقينا في أنهرنا أجمل فتياتنا ، ودفنا مع عظمائنا إثمن الحلي والنفائس .

·         نحن لا نقيم تحالفاتنا بما يحقق مصالحنا وما يضرنا وما ينفعنا بل وفق رغباتنا ، وتعاقب من يمسك بمقاليد الحكم لدينا ، وقادرين على تبديل تحالفاتنا بأسرع مما نبدل ملابسنا ، ولو كانت تحالفاتنا الجديده محملة بكل الشرور ، كالتي أنهيناها للتو ، وربما على نحو أسوء .

·         نحن الذين لا زلنا وبعد أكثر من الفي عام نحمل ضغائن واقعة صلب السيد المسيح ، ونشكك برسالته ونكره كل من يناصره أو المعتقدين بها ، بل أصلا مختلفين إن كان قد صلب أم لم يصلب أصلا . 

·         نحن نجلد أنفسنا حتى يومنا هذا بالسلاسل الحديدية حتى تسيل منا الدماء ، عقابا لأنفسنا على خذلان في حادثة قبل الف واربعمائة عام من الآن ولا نعيش شعور التكفير عن خطيئتنا بعد ، ونسير الجيوش لحماية مقاماتنا حتى لا يسبى من نظن أنهم يرقدون فيها رقودهم الأبدي بها مرتين .

·         نحن لا يوجد في قاموسنا بكل لغاتنا القديمة والحديثه مفردة هزيمة قط وإن وقعت نبتدع من قاموس لغاتنا مفردة أخرى ، من قبيل فاجعه ، كارثة ، مصيبة ، نكبة ، نكسة وأي شيء آخر الا الهزيمة فلا مكان لها في موروثاتنا ، حتى لو حملت بدائلها في اللغة معان أشد وقعا .

·         نحن لنا تعريفاتنا الخاصه بنا ، لكل مفاهيم الحياة الحديثه ، مغايرة لبقية سكان الكوكب ، فالدمقراطية والمواطنه والحريات وعلاقة المقدس والموروث بالدولة جميعها مفاهيم قابلة للتغيير في الشكل والمضمون وفق ما تحققه من رغباتنا وتطلعاتنا ، وإن لم تلقى رضا غالبيتنا .

·         نحن لا نستطيع العيش الا بنموذج  البطل الشعبي ، حتى وإن لم يحقق لنا شيء ، بل وإن أوصلنا الى التهلكه ، ونكره النموذج الذي يغرد خارج سربنا ولو حقق لنا كل شيء .

·         نحن قادرون على تطويع المقدس ولي عنقه بما يناسب حروبنا وموروثاتنا وغرائزنا وما نحب ونكره ، نحفظ وصايا أمهاتنا وآباؤنا وأبطالنا الشعبيين أكثر من وصايا كتبنا المقدسة ونصوص دساتيرنا من شرائع حمورابي مائة وثمانون قرن قبل الميلاد وحتى يومنا هذا .

·         نحن من نشحذ أنفسنا بطاقة إستثنائيه عن قوى خفية ، لا نراها نعرّفها من خلال مقدساتنا أحيانا ، وموروثاتنا أحيانا أخرى ، والتي هي في طريقها الينا لمساعدتنا لإخراجنا من أزماتنا الكبرى ، فإن حضرت ، تعززت قناعاتنا بما نؤمن به ، وإن لم تحضر فلأننا لم نكن أهلا لهذه المساعدة ، وعلينا أن نصوب من أحوالنا لنكون أهلا لها في أزماتنا المتلاحقه  .

·         نحن من لا زلنا نبحث عن بقايا هيكل تم تشييده قبل أكثر من 500 عام من ميلاد السيد المسيح على يد النبي سليمان ، وعن قطع  لبقايا شمعدان محطم ، وعظام قرابين قدمت للإله في الأرض المقدسة وجبل الرحمة . 

·         نحن نحب من يمجدنا ويعلي من شأننا ويدغدغ غرائزنا في العلن ، ولو قال في السر عكس ذلك ، ونكره من يواجهنا بحقيقة أحوالنا ، نلعنه ونرجمه ونشكك بأصوله بل قد ننسبه الى أصول من نبغضم اشد البغض .

إن كل مقطع من هذه المقاطع تستلزمكم ما تبقى لكم من حياة على وجه هذا الكوكب لتتعرفوا على سحر الشرق وحضاراته واساطيره وحكاياته وموروثاته وعباداته ومقدساته ....أما عن واقعنا الراهن التي تشاهدوه وتقرأوه من خلال دبلوماسييكم ولقاءاتكم رفيعة المستوى وتقارير إستخباراتكم فننصحكم برميها بسلة المهملات ، وسأدلل على أنكم لا تعرفون شيئا عن الشرق  من خلال بعض الشواهد التي تخللت فقط  ، الفصل الأخير من حرائق الشرق المشتعلة ولا زالت :ـ

·         قلنا لكم نحن لا نخوض حروبنا بالعلم وقوانين الحرب والعديد والعتاد والظرف المتاح ولكننا نخوضها بالغرائزية والموروثات والغيبيات فحين فتحنا هذا الفصل من الصراع في السابع من أكتوبر فإين هو العلم وقوانين الحرب وعديده وعتاده والظرف المتاح له لمواجهة دولتكم النووية بكل تحالفاتها ، الم تقنع نفسك وإستخباراتك أيها الأحمق بإن غزة باتت جبهة خامدة ، لتغفو قرير العين بجانب برميل بارود محشو بكل أنواع ومبررات إنفجاره .

·         قلنا لكم لا يوجد في قاموسنا بكل لغاتنا القديمه والحديثه مفردة هزيمة قط وإن وقعت نبتدع من قاموس لغاتنا مفردة أخرى، فها هي وقبل أن تضع الحرب أوزارها وبكل ما فيها من موت ودمار يشيب لها الولدان ، فها هم أباطرة حربنا على الجبهة الأساس ، يعلنون بإن كل ما جرى هو خسارات تكتيكيه ، تحضيرا للرأي العام للإعلان عن الإنتصار الكبير بعد أن يتوقف إطلاق النار ، ونحرر المئات من أسرانا ، ونعلي رايات النصر على كثبان بيوتنا وجماجم عشرات الالاف من موتانا ، ونسير مواكب النصر على عربات تجرها بقايا حميرنا وبغالنا ، أما على جبهة الإسناد فإنه إنتصار أكبر من إنتصار 2006 ، بل إن كل ما حدث في زلزال سوريا فهو مجرد تفاصيل ، وكان القول الفصل لمرشد كل جبهاتنا ، وبعد كل هذه الحرائق ، فأن أمورنا كلها بخير ، وهي بأبهى الصور ، وأن أيامنا القادمة ستكون على خير ما يرام  .

·         قلنا لكم لا نستطيع العيش الا بنموذج البطل الشعبي حتى ولو لم يحقق لنا شيء ، بل وإن أوصلنا الى التهلكه ، وها هي الروايات المفبركه المزورة التي قدمتها لنا أيها الأحمق على طبق من ذهب وبيديك قاصدا بها المس والإساءة لصورة أبطالنا الشعبيين  ، فسرعان ما التقطناها على أنها صورة من صور البطوله التي يجب أن ينتهي عليها أبطالنا الشعبيين ، الذي ظلوا يقاومون وبعد أن فقدوا كل شيء ولم يتبقى لهم سوى عصى خشبية ، فنظمنا الشعر لهذه البطولة وهذه الشجاعة ، وسندخلها قريبا في الذاكرة الجمعية للأجيال القادمة ، وستصبح موروثا ثقافيا بكل تأكيد ، وسنقيم لها أحد مشاريع خلودنا .

·         قلنا لكم بإننا لا زلنا بعد أكثر من الفي عام نحمل ضغائن واقعة صلب السيد المسيح ، فنذكركم بإن سبت النور المقدس في شوارع القدس وطريق الألام هو يوم عصيب لشرطتك المستنفرة لحماية المصلين من الصبية اليهود المتدينين الذين يطلقمم أباءهم وأمهاتهم للبصاق ورمي القاذورات على المحتفلين ، باعتبارهم كفار وخارجين عن الشريعة اليهودية وفق ما تعلموه وما ورثوه من كتبنا المقدسة .

·         قلنا لكم بإننا لا زلنا نبحث عن بقايا هيكل تم تشييده قبل أكثر من 500 عام قبل ميلاد السيد المسيح وعن قطع لبقايا شمعدان محطم ، ونذكرك بإن السراديب التي حفرتها أسفل أقدس مقدسات المسلمين وإجتماع وزارة أقاصي اليمين الذي تقف على رأسها في هذه السراديب ، وإطلاق العنان لثنائي الحماقة وصبيانهم ليسبحوا على بطونهم على بوابات مقدسات المسلمين وسحل نساءهم ،  كان عود الثقاب لكل هذه الدماء والدمار .

·         قلنا لكم بإننا نحب من يمجدنا ، ويعلي من شأننا ، ويدغدغ غرائزنا في العلن ، ولو قال في السر عكس ذلك ، نذكركم بأبطالنا الشعبيين من محللينا الإستراتيجيين على شاشة جزيرة عربنا ، والذي صورونا ونحن نباد ، كأبطال حروب الأساطير حيث أنهم يعرفون كم هي قادرة على تحريك مشاعرنا  ، وعندما تطفئ الكاميرات ، يأسون لحالنا ويقولون "لكنهم لا يستطيعون الا أن يقولوا إلا ما قالوه " ، فقول الحقائق التي لا نحب تضعف معنوياتنا ، ولهذا فالإستمرار بالمعارك الخاسرة هي الوصفه المثلى لما يناسبنا .

·         قلنا لكم نحن قادرون على تطويع المقدس ، ولي عنقه بما يناسب حروبنا وموروثاتنا وغرائزنا وما نحب وما نكره ، فصبيحة السابع من أكتوبر صدرنا بياننا الأول بآيات من كتبنا المقدسة " أدخلو عليهم الباب ، فإذا دخلتموه فإنكم غالبون " وبهذا فقد إستعرنا من كتبنا المقدسه ما يعاكس تماما أسباب تنزيلها وأسقطنا بدايتها ، قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ، أدخلوا عليهم الباب ....الخ لأنها تخص يوشع بن نون وكالب بن يوفنا من بني إسرائيل لتشجيعهم على دخول أرض كنعان وهي أرض سكانها الأصليين  ، أي نحن الفلسطينيين والذين تسميه كتبنا المقدسة الأخرى بالعماليق التي أستدعيت ذكرهم في حرب الأساطير على غزة .

·         قلنا لكم نحن لا نقيم تحالفاتنا ، بما يحقق مصالحنا وما يضرنا وما ينفعنا بل وفق رغباتنا وعبارات الثناء علينا ، وقادرين على تبديل تحالفاتنا أسرع من تبديل ملابسنا ، فما كاد يصل حليفنا الإستراتيجي الهارب الى صقيع موسكو ، حتى قفزنا من مراكبه الغارقه ، وأرسلنا أسمى آيات التبريكات للقادمين الجدد ولو كانوا من صناعة الإنجلو سكسون ، ولم ننسى أن نلمح ببعض العبارات التي تشير الى دموية السابقين وكأننا إكتشفناها للتو ، ولم نكن نعلم عنها شيئا ، وليس هذا فحسب فهو قطع بكل تأكيد ليس مع السابقين وإنما مع محور يمتد من بلاد فارس الى أرض الفينيقيين الى أرض سبأ الى بلاد ما بين النهرين وإستبداله بإمبراطورية العثمانيين بكل ما تمثله أيضا ، وحتى لو كانت الحرب الذي بدأناها في غزة لم تضع أوزارها بعد ، ولا زالت دماء حلفائنا السابقين لم تجف بعد أيضا .

·         قلنا لكم بإننا نشحذ أنفسنا بطاقة إستثنائية عن قوى خفية لا نراها نعرّفها من خلال مقدساتنا أحيانا وموروثاتنا أحيانا أخرى هي في طريقها الينا ، والا فكيف لكم أن تفهمون بإنه وبعد كل هذا الموت والدمار والمرض والجوع يمكنكم أن تفسروا مشاهد القابعين على شواطئ البحر في مواصي إنسانيتكم وفي خيام لا تقي حرا ولا تمنع بردا ، ومجاعة كبرى ، وموت محقق بينه وبين موت ثاني موت آخر من كل الأشكال والأصناف .

·         قلنا لكم بإن لنا تعريفاتنا الخاصة بكل مفاهيم الحياة الحديثه ، مغايرة لبقية سكان الكوكب ، فالدمقراطية والمواطنة والحريات وعلاقة المقدس والموروث بالدوله ، جميعها مفاهيم قابله للتغيير في الشكل والمضمون ، فالدمقراطية قد نستعملها لمرة واحده ، ونغيبها لدورات أخرى ، والمواطنه نغير تعريفاتها وفق رغبتنا فقد تكون معناها الحزب أحيانا ، أو الطائفه حينا آخر ، أو الإثنيه العرقية وهكذا ، فأما الحريات فهي أحاجي وألغاز ، نقبلها عندما تتعلق بذواتنا أما الآخرين فنمنحهم اياها ومنعهم منها بمقدار إنسجامها مع رغباتنا وموروثاتنا ، أما عن علاقة الموروث والمقدس بالدولة ، فالأولوية للموروث ويليه المقدس فالدولة أخيرا  ، أما إذا تطابق ثلاثتهم وهو من النادر حدوثه ، فسرعان ما نجد طريقه لتعكير صفو هذا التطابق .

إننا في الشرق وعلى إمتداده الشاسع وبكل مشاربنا وأصولنا ، قد نختلف في كل شيء ، وعلى أي شيء ، الا أننا نتفق على شيء واحد ووحيد ، هي فلسطين ، فبكل الحضارات والثقافات والمقدسات حتى آخر رسائل التوحيد ، كانت وستبقى هذه البقعه من الأرض حجر الرحى وبوابة السلام والحرب ، وحتى لا تغوصوا عميقا أكثر مما قيل في الشرق الذي تبحثون عن تغيير وجهه ، يكفيكم أن ترجعوا ليس الى الاف السنين ولا لمئاتها بل بالعشرات منها ، للتتناسب مع ذاكرتكم القصيرة بالوعي بالتاريخ ، فكل المتغيرات السياسية التي حدثت أو أحدثت في أرض الفراعنه هل تمكنت من تغيير الوعي الجمعي لأحفادهم بأهمية فلسطين ، وهل ما حدث وأحدثتموه في بلاد ما بين النهرين هل غير شيئا في الوعي الجمعي لأحفادهم بأهمية فلسطين ، أما أرض الحجاز التي تتقاطرون عليها كأحد الدول الوازنة في الشرق الأوسط للتطبيع معها ومع كل ما حدث فيها من تغييرات مجتمعية عميقه فهل تغير شيئا في الوعي الجمعي لأحفادها نحو أهمية فلسطين ، أما أرض السومريين وزلزالها الأخير والتغييرات السياسيه العميقة بعد سقوط نظام العائلة فيها فسترون بعد أشهر معدودات بإن فلسطين ستكون حاضرة أكثر في الوعي الجمعي لأحفادهم من ذي قبل ، إن فرحكم المبكر بتداعي محور الفرس وإستبداله بالمحور العثماني فسرعان ما ستكتشفون بإن فلسطين هي مكون أساسي في الوعي الجمعي لأحفادهم ، وقس على كل ذلك وبكل التحالفات التي قد تخطر ببالكم وقد لا تخطر  لكم على بال، قد تختلف كل هذه الشعوب حول قيادات فلسطين ، وقد تختلف حول سبل وأدوات الصراع فيها ، ولكنها لا تختلف حول درة تاجها القدس بأقصاها وقيامتها  ، فإذا كان هذا حال المتداخلين في الصراع فكيف سيكون عليه الحال مع أصحاب الأرض الأصليين الفلسطينيين وإن رغبت أيضا بتسميتهم بالعماليق ، فلا ضير في ذلك والذي صنعتم في كل بيت من بيوتهم حالة ثأر وإنتقام .  

فلتعلم يا بنيامين نتياهو بإن البضاعة منتهية الصلاحية التي حاولت تسويقها في الدورة الأولى مع شريكك في الحمق والإحتيال دونالد ترامب وما سميتموه صفقة القرن ، والإعتراف بالقدس والجولان كأراضي اسرائيليه ونقل السفارة الى القدس ، فمن في الشرق الأوسط يقدر على مجرد معاينتها ، فتوقيع شريكك في الحمق والإحتيال السياسي بالخط الأسود العريض لعشرة سنتمترات هابطا صاعدا ، هو توقيع على شيك لك بلا رصيد لا يسوى ثمن الحبر الذي كتب فيه .

إتركوا الشرق وتغييراته لأهله ، أما أن أصريتم على دس أنوفكم في الشرق ، فأهل الشرق يعرفون مسبقا بإن التسمية الأدق لما تنشدوه هو الحفاظ على الدولة المهيمنه على الشرق ومقدراته بفكرها التوسعي والإستيطاني ، والتي تبحثون لها عن توسعه جديده ، والى حين خروجكم من جلودكم نحو شرق اوسط مسقر فقد بتم تعرفون العنوان الصحيح لذلك ، وهو إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أسس أقرتها المواثيق الدولية التي شيدتها قوانين حروب حضارتكم ، والا ستبقون في حالة دوران كثورين حول ساقية بلا مياه ، ومن تيه الى تيه ، والى ما شاء الله له أن يكون .

إنتهــــــــــــــــــــــــــــــــى ......

 

تعليقات