القائمة الرئيسية

الصفحات

 

 




نحن بشر يأكلهم اللا شيء  "بوكرفسكي"

تناول مارك مانسون في كتابه فن اللامبالاة وفي فصله التاسع وتحت عنوان وبعد ذلك نموت في محاولة لشرح الرعب من الموت الذي     أستوطن نفوس البشر دون الكائنات الاخرى مستعينا بما سبقه اليه كتاب اخرون ومن ابرزهم ارنست بيكر في كتابه رعب الموت ومما جاء فيه " تحدث الحروب والثورات وحالات القتل الجماعي عندما تصطدم مشاريع الخلود لمجموعة من البشر بمشاريع الخلود لمجموعة من البشر الاخرين ويتم تبرير سفك الدماء للملايين بإنه كان دفاعا عن مشروع الخلود الخاص بمجموعه بشريه ما بمواجهة مشروع الخلود الخاص بمجموعه بشريه أخرى وحين تفشل مشاريع الخلود وعندما يضعف المعنى وعندما يبدو أفق بقاء رعب الموت، يصيبنا قلق رهيب يسبب  الإكتئاب ليستولي على عقولنا ،بدلا من محاولة تنفيذ تلك المشاريع عن طريق القوة الكاملة ، غالبا ما يضعوا أنفسهم المتخيلة موضع التساؤل وأن يحاولوا قبول حقيقة أنهم سيموتون ويطلق عليه بيكر أسم الترياق المر" .

إن الأفكار التي أوردها مارك مانسون واستدلالاته بأعمال كتاب سبقوه قامت على فكره أساسيه هي الرعب من الموت على أعتبار أن البشر هم الكائنات الوحيده التي تتخيل ما سيحدث معهم ما بعد الموت فبات هذا الرعب هو المحرك الأساسي لما قام البشر بصناعته على مدى عمر الكوكب وفي شتى المجالات الفكريه والرياضيه والدينيه والسياسيه والعمرانيه من صروح ومعابد ومدافن ومسارح وحلبات رياضيه ومكتبات وحدائق واسوار وابراج أعتبرت بعضها من عجائب الدنيا وما أعقبها من محاولات لهدمها أو الإستيلاء عليها من مجموعات بشريه أخرى وأقامة مشاريع خلود بديلة لها تشبه أفكارهم وتنفي وجود الاّخر من مجموعات بشريه ليمتد هذا الصراع الى أن تنتهي دورة الحياة البشريه على هذا الكوكب إن لم يتمكن البشر من وضع حد لصراعاتهم التي لا زالت قائمة حتى يومنا والتي قد تنشأ ما لم يتمكن أطرافها من إيجاد مقاربات فكرية وأخلاقية للسيطرة عليها .

في شرق هذا الكوكب كان المسرح الأكثر إزدحاما بهذه الأحداث بإعتبارها الأكثر غزارة وتنوع بمشاريع الخلود وارتباطها على الأغلب والأعم بالميتافزيقيا (الماورائيات) لحدود العقل البشري وتقديسهم لها وتجذرها حتى باتت مجمل هذه الحضارات مسكونه بهذه المشاريع وجزءا بل مكونا أصيلا من أنفسهم المتخيله والتي نقلها اليهم مبعوثوا الهتهم ، ليبدأ التطاحن وتفيض الدماء على هذه الأرض لالاف السنين ويتدخل ساكنوا غرب الكوكب الذي تسللت اليه إفكار مبعوثوا الآله في حملات دموية لهدم مشاريع خلود لمجموعات بشريه لصالح أخرى وهكذا دواليك.

لم يعطي قادة مشاريع الخلود لأنفسهم فرصة التفكير بسؤال جدلي مفاده هل يعقل أن يحرضهم الاههم الذي أرسل اليهم رسائله بواسطة مبعوثه اليهم على قتل البشر الآخرين وهدم حضارتهم ومصادرة حق الحياة وهو خالقهم أيضا ؟؟ فالقداسة والخلق يفترض وبلغة العقل والمنطق أن تكون أسمى وأرفع شأنا من أن تحرض على القتل الا إذا كان من وحي أساطيرهم بإن لكل مجموعه بشريه الاهها الخاص والذي ميز خاصته من خلقه ومنحهم حق الإحتكار الحصري للجغرافيا والتاريخ ورسم الحدود بين البشر وحرمها على آخرين .

في رقعة ارض ضمن جغرافية شرق هذا الكوكب وبمساحة لا تزيد عن سبعة وعشرون الف كيلو متر مربع وفق تقسيمات سايكس بيكو وإرادة قادة مشروع الخلود الغربي المنتصر على مشروع الخلود العثماني كأحد أطراف مشاريع الخلود المشاركة في حرب عالميه أولى سفكت دماء الملايين من البشر والتي تعج أصلا بعشرات مشاريع الخلود المتطاحنه منذ الاف السنين المحمله برسائل مبعوثوا الآله الى البشر من خارج منطق التوحيد الى صلب التوحيد وما جاء به موسى وعيسى وداوود وسليمان ومحمد ومن سبقهم وما هو بينهم أيضا حيث إرتبطت هذه الأرض إرتباطا وثيقاً بهم في خليط عجيب بين حقائق التاريخ وموروثاته المتناقله والمتداوله من جيل الى جيل والتي تحولت بمرور الزمن وأهواء المتداولين بها الى أساطير ومرويات لا سبيل لقبولها من العقل البشري السوي بعد أن وصل الى كل هذه الثورة في البحث التاريخي والأثري والمعلوماتي ليتأكد أن كل ما حملته هذه الحضارات والأفكار منذ فجر التاريخ وحتى آخر هذه الحضارات القائمه على أساس التوحيد هي استنساخ لبعضها البعض مع بعض الفروقات لغايات التميز وفق كل حقبة تاريخيه وتطوراتها  .

     في حمى التطاحن وما تخلله من مشاريع خلود أستوطنت هذه البقعه الجفرافيه والتي لا تزال الكثير من آثارهم قائمة حتى يومنا هذا حملت في ثناياها بذور الصراعات الدموية كان آخرها الصراع الراهن والمحتدم منذ قرابة قرن من الزمن بين مشروعي خلود لمجموعتين بشريتين أطلق عليه للتخفيف من وطئته مؤخرا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ليتلائم مع لغة العصر والتعمية على حقيقة أنه في عمق لفائف أدمغة قادة ومنظرو وجماهير مشروعي الخلود فهو صراع مشروع خلود توراتي بكل تحالفاته الفكريه النظريه والمصلحيه وما فيها من حقائق تاريخيه وموروثات متداولة ونفي للآخر وصلته بالمكان والزمان من جهة ومشروع خلود عربي إسلامي بكل ما فيه أيضا من حقائق تاريخيه وموروثات متدولة ونفي للآخر وصلته بالزمان والمكان من جهة أخرى وليس أدل على ذلك من سرعة إستدعاء الرواية والمصطلح الديني من قواميس الأديان وبطون الكتب المقدسه لغايات التحشيد عند الحاجه لتغذية الصراع والتحشيد في سلسلة طويلة وممتدة تزخر بها الكتب المقدسة وما إحتوته في بطونها من تحريض لشحذ السيوف الى كل القصص الشعبية والمرويات التاريخية والأدبية والمناهج التعليمية والتلاعب بأسماء المناطق وتحريفها لغايات خوض موجات القتل والعنف ، وحتى تكون رائحة الموت هي سيدة الموقف ، فمن المسجد الأقصى الى جبل الهيكل ومن حائط البراق الى حائط المبكى ومن الضفه الغربيه لنهر الأردن الى يهودا والسامرة وما بين استراحة واستراحه للمتحاربين يتم التراشق بالإتهامات بإن المناهج التعليميه لدى الطرف الآخر هي السبب في التحريض ورفع وتيرة الصراع وكأنه بريء مما ينسبه للآخرين وليس لديه من مفاهيم التفوق العرقي ونفي الآخر ما يفوق كل ما هو متخيل ليس إبتداءاً بأدعية موائد الطعام مرورا بكل تفاصيل ويوميات الحياة ولن تكون معاهد الخلود لطرفي الصراع آخرها بالقطع والتي تتلقى فيها جماهير الخلود كل فنون تطويع التاريخ ولي عنق الحقائق لتخدم الرواية والموروث ، فالرجوع لآلاف السنين بكل ما فيها من مرويات قد تقبل الصواب والخطأ مبررة وفق منطق أئمة مشاريع الخلود للقفز وتجاهل حقائق تاريخية فقط منذ أقل من قرن من الزمن تراها وتلمس آثارها وتسمع لشهادات من بقي على قيد الحياة من المتضررين منها ولا يمكن القفز فوقها من كل من يتحرر من قيود مشاريع الخلود .

       

       بعد أكثر من أربعة عقود على نكبة العام 1948 وأكثر من عقدين على نكسة العام 1967 وبعد جولات دموية وفي مطلع التسعينات للقرن الماضي وفي خضم إنتفاضه شعبيه مشتعله لأكثر من ثلاث سنوات وحرب ثانيه في الخليج العربي بعد غزو عراقي للكويت إنتهى بكارثه وحرب مدمره مزقت مشروع الخلود العربي الى غير رجعه وبعد إصطفاف قادة مشروع الخلود الفلسطيني لجانب الطرف العراقي وما ترتب على ذلك من خسائر فادحه لقضيتهم وكذلك وحاجة طرفي مشروعي الخلود في منطقة الصراع الرئيسيه لإستراحة متحاربين إستجاب قادة مشروعي الخلود الى دعوة موجهة لهم ولجيرانهم المتضررين من الصراع لإستراحة متحاربين من قبل رئيس الولايات المتحده جورج بوش الأب ومؤتمر للسلام في مدريد ولو كان بتمثيل غير مكتمل فلسطينيا ووفد مشترك أردني فلسطيني والآخر إنحناءا لعاصفة التهديد بوقف الدعم الأمريكي للقروض لدعم موازنته وبمسارات متعدده إنطلقت مفاوضات بعيد إحتفالية إفتتاحيه ومفاوضات مارثونيه لم تكن تفضي لشيء في ظل حكم ابرز عتاة مشروع الخلود التوراتي اسحق شامير وهو صاحب مقولة سأفاوضهم عشرون عاما ولن أعطيهم شيئا إتساقاً مع أفكاره التي تنكر وجود الآخر.

سرعان ما أتت إنتخابات عام 1992 بأحد جنرالات مشروع الخلود التوراتي إسحق رابين الأكثر برغماتيه من سابقه وهو الذي إختبر معنى الصراع وويلاته وصاحب الخيار المفضل بالتقدم على مسار المفاوضات السوريه وفق منطق العسكر والجنرالات بالتعامل مع التهديد الأكثر خطورة ولكن شريكه في الحكم شمعون بيرس كان له رأي آخر وفق منطق السياسيين بالتعامل مع جذر الصراع حيث قاد مسارا سريا مع عدوه اللدود م.ت.ف في أوسلو عاصمة صقيع النرويج لتلد الضرورات السياسيه لطرفي الصراع وعلى عجل بعيدا عن الإعلام إتفاقا لإعلان المبادئ أطلق عليه أسم إتفاق اوسلو تيمنا بعاصمتها بعيدا عن أعين المتفاوضين في المسار العلني وليصار الى توقيعه في باحات البيت الأبيض لإعطاءه الهاله والأهميه وقوة الدفع للمضي قدما حيث حمل إتفاق الصقيع بكل عيوبه ونواقصه بذور أمل لمجموعتين بشريتين إكتويا بنيران مشروعي خلودهم ،على أن ترحّل قضايا الوضع النهائي وجوهر الصراع (القدس ، اللاجئين ،الحدود ، الدولة) لمفاوضات مدتها خمسة سنوات حيث بنيت فكرته وأساسه على الإنفلات من تعقيدات مشروعي الخلود وموروثاتها الى رحابة لغة الواقع ومظلة شرعية المؤسسات الدوليه وإقامة دولتين متجاورتين ولو بنسبة مختلة 78% _22% إعترافا بقرارات الشرعيه الدوليه ليدخل ياسر عرفات رأس حلم مشروع الخلود الى غزة عام 1994 (نواة مشروع الخلود بشقه الوطني) حاملا هذا الأمل الوليد والذي كان من أحد أهم شروطه الغير مكتوبه هو صدق النوايا عند التطبيق ولكن ما حدث ولإرضاء غالبية طرفي جمهوري الخلود الذين لا زالوا يعيشون في حلم خلودهم من النيل الى الفرات على جانب ومن حصرية الأرض كوقف إسلامي حصري له على الجانب الآخر بدأ قادة ومنظرو مشروع الصقيع بتسريب إن ما تم توقيعه ما هو الا إتفاق ضرورة لن يكون أكثر من حكم ذاتي موسع للسكان وليس للأرض وليسموه ما يسموه دولة أو أمبراطورية وفي الجانب الآخر فإنه إتفاق ضرورة وإستحضار واقعة صلح من التاريخ الإسلامي بمسمى الحديبه (إتفاق رسول الإسلام مع مشركي مكه)  وكلاهم يعرفون بإن ما تم توقيعه فهو ليس إتفاق حكم ذاتي وليس إتفاق حديبيه ولكن عدم قدرة الجماهير على تجرع كأس الترياق المر دفعة واحدة للتشافي تطلّب التدرج رويدا رويدا لعل الهدوء والإنفتاح والتعايش والإقتصاد والسلام وإطلاق الحريات وإغلاق السجون يخرجان جمهوري الخلود من حالة الى أخرى رويدا رويدا ليكتشف كل من الجمهورين بإن الآخر هو بشر مثله سواء بسواء ومن الممكن ان يتعايشان بكيانين منفصلين جنباً الى جنب بل من الممكن أن يكونان كيانين متجاورين  واعدين يكمل كل منهم الآخر وعلى كافة المستويات في هذه المنطقة .

إستفاق أئمة مشروعي الخلود بشقه الديني والمتحالفين معه ظرفياً لدى طرفي الصراع من خارج المؤسسات الرسميه من فردوسهم السحري وما ورائيات العقل البشري على محاولة قطع أكسيد الحياة لوجودهم والقائم على الدم والدمار والدموع وأدب البكائيات لينبري أحد خريجي معاهد الخلود التوراتي بالقيام بإطلاق النار على رابين ليرديه قتيلا بدافع التحريض من النواة الصلبه لمشروع الخلود التوراتي وإشعال فتيل التوسع الإستيطاني والتحرش بالمقدسات للطرف الآخر وعلى الجانب الآخر لم تكن حملة التحريض والتكفير والتخوين أقل ضراوة من قادة مشروع الخلود على تنوعهم وتندلع عدة صدامات داخلية وتفتح السجون ولم يكتف منظرو مشروع الخلود الديني وعلى رأسه مشروع الخلود الإخواني بذلك حيث أطلقوا العنان لشتى أعمال القتل في ساحة الجانب الآخر ليوصلوه الى مرحلة الكفر بإتفاق الصقيع وتعزيز معسكر الرافضين فيه لكل ما يمت لإتفاق الصقيع بصله مع كل محاولة للمضي قدما في تنفيذ إستحقاقاته المتتاليه .

على وقع زيادة العثرات والتي لا تأتي فرادى بالعادة وصل بنيامين نتنياهو عام 1996 الى سدة الحكم وهو أحد أقطاب التحريض على إتفاق الصقيع وهو اللاعب على حبال مشروع الخلود التوراتي وترجمته الحقيقيه في كتابه مكان بين الأمم محملاً بتجربة شخصية ومقتل شقيقه في أحدى معارك مشروع الخلود التوراتي لتخليص رهائن في مطار عنتيبي في اوغندا من جهه ومتطلبات الحكم والبرغماتيه من ناحية أخرى وعلى مدار ثلاث سنوات نفذ أقل القليل من إستحقاقات إتفاق الصقيع ووضع من العراقيل والدماء ما يكفي لنفور جماهيري وعدم اليقين من إمكانية التوصل الى حل لدى الطرف الآخر ، في إتفاق غير مكتوب مع منظري مشروع الخلود الديني للطرف الآخر والذين بات أحد أهم أركان السياسات التي سيعتمد عليها في كل المراحل القادمة في تقويض أية فرصة للمضي قدماً في الوصول الى حلول قد تفضي الى حلول يقبلها السواد الأعظم لدى جمهوري الخلود للطرفين .

مع إقتراب نهاية السنوات الخمس لإتفاق الصقيع والتي قضى فيها بنيامين نتياهو على أي فرص للمضي قدما كان في سدة الحكم لمشروع الخلود التوراتي أحد أبرز جنرالات الإغتيالات إيهود براك والأكثر برغماتيه من سابقه بحكم معرفته وتذوقه لكل ما تعنيه كلمة حرب ، إفتتح رئيس الولايات المتحده بيل كلينتون عام 1999 مجددا منتجع كامب ديفيد وإنخرط مع وزير خارجيته مادلين اولبرايت بكل ثقلهم بمفاوضات مغلقه بعيدا عن وسائل الإعلام ولأيام طوال لم يتمكن سحر المكان ولا ثقل الضغوطات ولا مخاطر الخروج بدون إتفاق من القدرة على عمل مقاربات في محاولة لفك طلاسم موروثات مشاريع الخلود عند الوصول الى أكبر العقبات الكأداء والنواة الصلبه لمشروعي الخلود الا وهي القدس بكل تعقيداتها وتشابكاتها التاريخيه فهي بوابة السماء ومعراج رسول الاسلام الى السماء وقبلتهم الأولى والوقف الإسلامي الحصري لهم وللجانب الآخر جبل الهيكل المقام على أنقاضه الأقصى وهم من حفروا سراديب البحث عن موروثات التاريخ في باطن الأرض بأيديهم لعشرات السنوات ليعثروا على ما يعزز الرواية ولكن عبثا حاولوا .

         لم يكتفي أئمة مشروع الخلود التوراتي بذلك ليقوم أحد جنرالات المجازر "اريك شارون" بالتحرش بإقدس مقدسات مشروع الخلود للطرف الآخر ويقتحم مع مسلحيه باحات المسجد الأقصى ليتساقط عشرات الضحايا ومئات الجرحى وتغطي الدماء مساحة المكان وهي اللعبة الفضلى لأصحاب مشاريع الخلود وتندلع إنتفاضه مسلحه يسقط خلالها الاف الضحايا على جانبي الصراع وتدمر منازل ومقرات حكوميه وبنى تحتية للطرف الأضعف بالصراع ويعتلي الحكم على رأس مشروع الخلود التوراتي صاحب الفعل المبيت بليل أريك شارون ويبقى فعل الموت ورد فعله سيدان للموقف من عام 2001 ولغاية مطلع العام 2006 يتم خلالهما تغييب حارس حلم مشروع الخلود الفلسطيني بأحد فنون أذرع الأمن لدى مشروع الخلود التوراتي بلغز ما بين السم وأمراض الشيخوخه ويرتفع جدار للفصل يسميه طرف بالأمني والآخر بالعنصري على مقاس من أقامه وتبعاً لإحتياجاته بعيداً عن إي إتفاق لترسيم الحدود الغير مكتمله بإتفاق الصقيع وينسحب من طرف واحد من مستوطنات غزة وبعض مستوطنات شمال الضفه ويتسلم مقاليد الحكم محمود عباس شريك الراحل ياسر عرفات بل موجهه الى إتفاق الصقيع وهو المعروف بمصداقيته في أوساط أقرانه والأكثر برغماتيه لدرجة الفزع منه ممن لا يعرفون شيئا عن خبايا الصراع أو العارفين بحقائقه ويرغبون بمدارات فشلهم بعدم القدرة على مجاراته في مكاشفته لجماهير خلوده بالحقائق وذلك لغايات البقاء وهو كذلك الأقل شعبيه في أوساط جماهير خلوده قياساً بسابقه لإتساقه مع أطروحاته في كتابه الأبيض لإنتخابات الرئاسه والتي لم يقرأه الأغلب والأعم من أبناء جماهير خلوده ورفضه العودة لإستخدام السلاح في حل صراع مشاريع الخلود بعد تجربة دامية ومتواصلة منذ خمسين عاما في هذا المجال والتبعات التي دفعتها جماهير الخلود على طرفي الصراع بلا طائل وبطبيعة الحال فلا تلقى مقارباته أية حظوظ في القبول العام على وقع التغول والنهم في التوسع لمشروع الخلود التوراتي وعدم قدرته أيضاً على تطويع الشعارات بما يتناسب مع المستجدات للتحايل والتلاعب بعواطف الجماهير  وهي من الصفات المحببه للبشر عموماً ولأهل الشرق بصفة خاصة وتجري إنتخابات تشريعيه عام 2006 تحت وطئة الضغوط الدولية معروفة النتائج مسبقاً سهل لها شارون قبل دخوله في غيبوبة كل الأسباب وحتى إجراؤها في القدس ليفوز أصحاب مشروع الخلود على الطريقه الدينيه الأخوانيه والذي زرع أصلا بذرتهم الأولى أصحاب مشروع الخلود الديني التوراتي في نهاية سبعينات القرن الماضي أثناء إحتلالهم لغزة وصراعهم المسلح والمحتدم مع فصائل م.ت.ف وترخيصه مجمعاً للخلود الإخواني في أوج عصر مشروع الخلود التوراتي عقب توقيع إتفاقيات السلام مع مشروع الخلود الفرعوني وتحييده عن معادلة الصراع أملا في نمو هذه البذرة لتكون منظومة حكم ذاتي ذو نكهة دينية بما يتلائم مع المزاج العام لجماهير الخلود في قطاع غزة رديفة لبذور كانت قد زرعت للتو في الشق الآخر من الوطن أطلق عليها مسمى روابط القرى بلون ونكهة عشائرية مختلفة عن رديفتها في غزة الا أن قوة فصائل الخلود بشقها الوطني كانت أكثر تجذراً في أوساط جماهير الخلود في شقي الوطن مما حال دون نمو هذه البذور والإرتكان اليها من قبل مشروع الخلود التوراتي.

إكتملت حلقات الفوضى السياسيه والأمنيه في ظل أجهزة أمن مفككه ومقرات مدمره وصراع دموي بين شقي مشروع الخلود الوطني والديني الإخواني في الشارع وحرب الرواية والصورة وبين إتفاق وإتفاق وهدنه وهدنه سقط المزيد من الضحايا من ابناء البؤس ليتخذ أبناء مشروع الخلود الإخواني القرار بأخذ الجمل بما حمل ويتم تصفية مشروع الخلود الوطني في قطاع غزة من جذوره إتساقا مع منهج التكفير والتخوين ومنطق البديل لا الشريك وليتمكنوا من السيطرة والإنقضاض على شرعية وجودهم أصلاً في الحياة السياسيه الفلسطينيه وهو إتفاق الصقيع بفصل من فصول الدراما السوداء وحملة راياتها بذات اللون والمنطق ومع كل تفاصيلها المؤلمه من سحل وقتل وخلق عاهات دائمة وألقاء ألبشر عن البنايات العاليه مقيدي الأيدي برعاية آخر ما تفتق عن دار الخلود والإفتاء الإخواني ولم تشفع مكة وإتفاقها ولا حكومة الوحدة الوطنية المتوافق عليها كأحد الحلول للخروج من المأزق من المضي قدما في الغوص عميقاً في الدم الواحد وخاض المواجهة مع مشروع الخلود للطرف الآخر في إنقلاب على قاعدة لقاء وطني رسخها صاحب مقولة شركاء في الدم شركاء في القرار(مروان البرغوثي) والمغيب بسجون مشروع الخلود التوراتي  إبان إنتفاضه حملت أسم أقدس المقدسات لمشروع الخلود بشقيه الوطني والديني ولتستعصي عليهم البقيه الباقيه من الوطن لنقص العدة والعديد ودعم جمهور خلوده والذي بغالبيته لا يحمل نفس شهوة القتل واراقة الدماء كما في غزة وكل ذلك أمام ناظري القيادة الرسمية لمشروع الخلود بشقه الوطني والمترددة في إتخاذ أصعب القرارات بالمواجهة إتساقا مع مبدأ حرمة الغوص في دم أبناء البؤس والشقاء .

      على وقع هذه المشهديه تجري محاولات دوليه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مشروع الصقيع بعد لملمة ما يمكن من مشروع الخلود بشقه الوطني  وفي ظل حكومة خلود توراتي برئاسة أحد أركان مشروع الخلود التوراتي في طمس هوية المدينة المقدسه والإستحواذ عليها إبان رئاسته لبلديتها والمنفلت للتو من قيود مشروع الخلود التوراتي بعد أن أنجز مبتغاه الى رحاب عالم السياسه ومتطلباتها البرغماتيه حيث تمكن مع نظيره على الطرف الفلسطيني والمخضرم في السياسة والبرغماتية وأكثر العارفين بتقلبات السياسه الداخليه للطرف الآخر من البدء بصياغة خطوط عريضه لإتفاق نهائي الا أن القرار بالمضي قدما إصطدم في تقدير للموقف والقائل بإن شرعية التوصل الى إتفاق مع شخص مهدد بحكم قضائي بتهم الرشوة والفساد سيكون محكوما عليه بالفشل وأن من ضرورات المصلحة العليا هو التريث لعل القادم لحكم مشروع الخلود التوراتي ستكون الحسناء تسيبي ليفني وريثة حزب كاديما وبطلة الإختراقات الأمنيه لجهاز الموساد الذراع الأقوى لمشروع الخلود التوراتي، ولكن حسابات الحقل لم توافق بيدر التقلبات السياسيه .

   يطل علينا ملك الإحتيال السياسي بنيامين نتنياهو مجدداً عام 2009 لنعاود الكره الى المربع الأول وعنوانه خطوه الى الأمام وخطوتان للخلف ويتقرر لدى الطرف الآخر في الصراع بأن مقضيات الحفاظ على ما تبقى من مشروع الخلود هو المضي قدما نحو تدويل الصراع بعد إنعدام فرص الحلول الثنائيه لإنتزاع ما أمكن من شرعيات دولية جديده والتوجه الى محاكم الأمم الدوليه لممارسة مزيداً من الضغوط على مشروع الخلود التوراتي والذي يجيد بإقتدار توظيف الديمقراطيه وتداول السلطة للتهرب من الإستحقاقات ولأن الطبيعه تأبى الفراغ وللإبقاء على شعرة معاوية متصلة فلا بأس من تجديد المحاولة إثر الأخرى بالدعوة واللقاء لإعادة اللحمة للوطن وإحياء الآمال في نفوس جماهير الخلود رغم المعرفه المسبقه بالنتائج من قبل العارفين بمنشأ هذا الصراع المستحكم والقائم بالتضاد الحاد بين مشروع يقوم على الواقعيه السياسيه وتقلباتها وبين مشروع الإنغماس بالأوهام حتى الثماله عززها إضطرابات واسعه النطاق في عدة بلدان عربيه وبما أصطلح على تسميته بثورات الربيع العربي ذات النكهه الأخوانيه وسيطرتهم على الحكم في عدة بلدان وإنهماك النظام العربي برمته بالتعامل مع هذه التداعيات على حساب مشروع خلودهم الأول في ظل إدارة دمقراطيه برئاسة باراك أوباما إنخرطت سرا وعلانية بنشأته وأحداثه ومفاعيله كما أنها إدارة لا تلقى أي تجاوب من ملك الإحتيال السياسي لمشروع الخلود التوراتي بنيامين نتنياهو بل عمل ضدها جهارا نهارا بعد الإتفاق على إحتواء البرنامج النووي الإيراني كعنوان عريض وإحتواء وكلاءها في المنطقة كعناوين فرعيه وكتحصيل حاصل وهو المعتقد بضرورة إستدامة الصراع مع هذا المحور وضرورة إنخراط الولايات المتحده في هذا الصراع لحسمه لصالح مشروع خلوده وليس إحتواءه بكل تأكيد .

ما بين أخذ ورد وفي ظروف دولية ملتبسه بدعاوي التدخل الأجنبي بالإنتخابات الأمريكية من العدو اللدود للدولة العميقة في الولايات المتحدة (فلادمير بوتين) وصل على غير هوى الدولة العميقة ملك البزنس والشو الى مقاليد الحكم إنه دونالد ترامب مدعوما من مشروع الخلود الإنجيلي المتحالف مع مشروع الخلود التوراتي بمواقفه المعلنة مسبقاً بالدعم المطلق لمشروع الخلود التوراتي حيث وجد بنيامين نتنياهو ضالته بمن يشبهه في فنون الإحتيال السياسي والمالي والأخلاقي والقادم من خارج المؤسسات البيروقراطيه وتعقيدات حساباتها السياسيه وصاحب أفق سياسي محكوم بمعادلة حسابيه مفادها أن التاريخ والأرض والرياده في العالم تساوي كم من الأموال والدولار سوف تجني في مقابلها وعلى إيقاع اللحظه إبتدع بنيامين نتياهو مصطلحات جديده من قبيل الأرهاب الديبلوماسي ليضيفها الى سابقاتها بإن لا وجود لشريك فلسطيني وسلطه ضعيفه ليس بمقدورها أن تسيطر على الأراضي التي تسلم لها متناسياً أن كل ما فعلته سياساته قامت على اساس واحد هو إضعاف السلطه القائمة وتعبئة صناديق الإقتراع لدعم مشروع الخلود الإخواني بأصوات الهاربين من رمضاء إتفاق الصقيع الى نار مشاريع الهذيان والأوهام للأخوان المسلمين أو كما يقولون من عثرات الدلف الى مزراب الويلات المتلاحقه والقادمة بكل تأكيد .

بلا مقدمات نقل دونالد ترامب سفارة بلاده من تل أبيب الى القدس وهو المشروع المؤجل مع وقف التنفيذ من الدولة العميقه في أروقة الكونغرس الأمريكي لسنوات وأعترف بضم الجولان الى دولة الخلود التوراتي ورسم الخرائط لحلول الوضع النهائي فيما أطلق عليه صفقة القرن وإذا بها جزر متناثره تقطع أوصالها غابات وسراديب ومستوطنات الخلود التوراتي مستنسخاً رؤية مثيله في الإحتيال السياسي بنيامين نتياهو وتقديمها لأصحاب مظلومية عمرها قرن من الزمن على أنها الحل النهائي  وكأنها ملكية خاصة لمجموعات إستثماراته ضارباً عرض الحائط شرعة الأمم المتحده وقراراتها وليكمل دائرة النار التي فتحها على مشروع الخلود الأول للعرب والمسلمين أستدرج بعض الدول من بني إسماعيل والتي لا تجاور ولا تشاطئ منطقة الصراع بإتفاقيات مع بني إسحق ليعيد لم شمل أحفاد بني ابراهيم الذين فرقتهم نزعة أبناء الحره والجارية بإتفاقيات تحمل أسم جدهم الأكبر لمواجهة فزاعة عدوهم المشترك والمنسوجه عبائته تيمناً بآل البيت بخيوط الغزل والدهاء الفارسي وهو القابع على خليج صراع المصالح والنفوذ والحالم بإعادة مشروع خلوده القديم بحلته الجديده ،ووضع القطار على سكة تهاوي دول بني إسماعيل الواحده تلو الأخرى ، وإنسحب من الإتفاق النووي مع مشروع الخلود الفارسي وقتل قاسم سليماني أحد ابرز صانعي سياسات المواجهة بين إذرع مشروع الخلود الفارسي مع أحد أهم إذرع مشروع الخلود والحلم الأمريكي والمتمثل بمشروع الخلود التوراتي ، ولكن الطبيعه كان لها فعل آخر بقوانينها الحاكمه لينتشر فايروس قيد الإختبار لا يرى بالعين المجرده من معاهد الخلود لأمبرطوريه التنين الصاعده في صراع الأدمغة البشرية مع قوانين الطبيعه وتوازناتها ، ويغلق العالم أبوابه وتصبح مقاومة الفناء في العالم بأسره سيدة الموقف في حرب للطبيعه مع التوحش البشري وإنعدام القيم الإنسانيه والمحسومة سلفاً لصالحها وأن تمكن البشر من التعامل مع تداعياتها في محاولة للتخفيف من آثارها في إنتظار فصل جديد لهذا الصراع إن لم يتوقف هذا التوحش والإعتداء على الطبيعة وقوانينها الحاكمة وليجرف الوباء في طريقه وباءاً لا يقل خطورة عنه في السياسة والتوحش في الحكم على رأس أقوى منظومات السيطرة في العالم بأسره .

مع نهايات عام 2020 تنفس المشهد الفلسطيني الصعداء مع فتح نافذة أمل ولو مواربة بسقوط دونالد ترامب ووصول الدمقراطي المخضرم في السياسة ولحكم جو بايدن الى سدة الحكم في الولايات المتحده وهو المتفاخر بصهيونيته، ليس من باب الأفضل في المقاربة الفلسطينيه ولكن من باب أنه لن يأتي الى سدة الحكم في التاريخ المعاصر من هو أسوء وأكثر توحشا من دونالد ترامب وفي خضم  أحداث عنف غير مسبوقه في التاريخ القريب للولايات المتحده عصفت بهذه الدمقراطيه ودمار إقتصادي وإضطراب سلاسل التوريد في العالم على خلفية الجائحه ومحاولات تجري في العالم لتصويب الإتجاهات وبحكم أن هذه المنطقه هي سريعة التأثر لكل ما يجري في العالم بكل مجرياته بدأت الحالة الفلسطينيه في محاولة للملمة ما تركته السنوات العجاف الأربع لحكم دونالد ترامب وإنتهاء حكم شريكه في الإحتيال السياسي بنيامين نتنياهو ولكن ليس قبل رفضه مشاركة سكان القدس في الإنتخابات التشريعيه العامة لإخراج الحالة الفلسطينيه من عنق الزجاجة  أما المسيطرين بلغة الأمر الواقع في الشق الآخر من الوطن في دويلة مشروع الخلود الأخواني في قطاع غزة  فلا زالوا يخوضون حروبهم العبثيه مرة بعد الأخرى ومسلسل حفر وترميم ما تضرر من سراديب الموت بين حرب وحرب وتكديس السلاح وتجنيد الالاف من العاطلين عن العمل من أبناء البؤس في مخيمات اللجوء إستعدادا للجهاد الإخواني المقدس خريجي معاهد الخلود الإخواني وتتدفق حقائب الأموال بين حرب وحرب على رؤوس الأشهاد تارة وبعيداً عن الأعين تارة أخرى  بإتفاق غير مكتوب بين كل المتناقضات والمصالح والنفوذ إبتداءا برأس الحكم لمشروع الخلود التوراتي مروراً بمشروع الخلود الفارسي ومشروع الإحتواء والخلود الوهابي فمشروع الخلود الفرعوني وصولاً لمشروع الخلود العثماني وكل له أهدافه والتي لن تكون بالضرورة مثماثله في حسبة النفوذ والمصالح ولكنها تلتقي في نقطة محددة هو إستقرار دويلة الخلود الأخواني فبالنسبة لمشروع الخلود التوراتي فإن المعادلة التي إبتدعها بنيامين نتنياهو تقول بإن تدفق الأموال لمشروع الخلود الأخواني يساوي الإكتفاء الإقتصادي لقادة مشروع الخلود الأخواني والمؤدي بالضرورة الى التشبث بالإنقسام والتحرر من ضغوطات الحاجه الماسه للبقاء على قيد الحياة السياسيه وهو المطلوب بالضبط لتعزيز رواية رأس الحكم لدولة الخلود التوراتي التي طاف بها العالم ومنصات الشرعيه الدوليه ومفادها بإن لا شريك فلسطيني يمثل الفلسطينيين كسد مانع لأي تقدم في عملية السلام ، أما بالنسبه لمشروع الخلود الفارسي فإن مشروع الخلود الإخواني هو ورقة المشاغله الأهم للولايات المتحده في إحدى أهم مناطق نفوذها الإستراتيجي (مشروع الخلود التوراتي) على ضفاف البحر الأبيض المتوسط والإختراق الأهم لتكتل المذهب السني بعد القفز فوق التناقضات الفكريه العميقة لتكتل متوجس مسبقا ريبة من كل نوايا مشروع الخلود الفارسي بعد كل ما أحدثه في المنطقة العربيه قتلا وتخريبا وتفكيكا لمنظومات الحكم في هذه الدول من لبنان الى العراق فاليمن وإيغاله في دم السوريين لتثبيت أركان حكم على هواه في السياسة ، أما بالنسبه لمشروع الخلود والإحتواء الوهابي فهو يؤدي الدور المرسوم له من الولايات المتحده لإحتواء هذا المشروع الإخواني والذي سيؤدي وفق ما هو منظور لإحداث الإستقرار في محيط مشروع الخلود التوراتي وإبقاء العين عليه كمشروع إحتياطي مستقبلي لأية تسويات في المنطقه يتم إنضاجها وتسويقها على نار هادئه وهو الحامل لراية الدين وسحرها في إصدار الفتاوي الشرعيه وسرعة تقبلها في الشرق عموماً مع ما سينتجه كتحصيل حاصل من نفوذ لمشروع الحكم الوهابي في تنافسه المحموم على النفوذ والسيطره في الخليج العربي أما بالنسبه لمشروع الخلود الفرعوني فهو بلغة الأمر الواقع القائم على حدودها  مقايضة التسهيلات وغض الطرف عن حقائب المهربات لمشروع الخلود الإخواني في مقابل قطع الصله لهذا المشروع عن التدخل في الشأن الداخلي المصري وعلى حدوده الشماليه وفي سيناء على وجه الخصوص بعد التجربه المروعة لمشاركة مشروع الخلود الإخواني بشقه الفلسطيني في أحداث الداخل المصري في أعقاب ما أطلق عليه ثورات الربيع العربي ومن ناحية أخرى فلا بأس من الأبقاء على قناة للتواصل مع أية مستجدات وتغييرات في النظام السياسي الفلسطيني مستقبلاً وسد أية فراغات من الممكن أن يشغلها الآخرين أما بالنسبه للحالمين بأمبرطورية العثمانيين فهي الورقه الأهم للنفوذ والسيطره والتحكم في القضيه الأولى للعرب والمسلمين وبهذا التوافق بالتراضي في لعبة النفوذ والمصالح فقد إستقوى أئمة مشروع الخلود الأخواني في دويلة خلودهم بمظلة الباحثين عن الأمن والنفوذ والمصالح ولو على حساب إستحقاقات وحدة مشروع خلود جامع لكل جماهير الخلود ، وما دامت الخزائن والجيوب عامره وما دام أن هناك في الشق الآخر من الوطن من هو مستعداً لدفع فواتير الإستحقاقات العامة بمنطق الأتاوات لباقي البشر من غير لونهم وعن بعد دون أي مشاركة في الحكم  وما تتكفل به الأمم المتحده به من تسديد ما تبقى من الفواتير فهم بألف خير أما جيش العاطلين عن العمل والباحثين عن تحسين جودة الحياة من القطاع الأوسع للشباب من غير لونهم فليتولاهم الرب بعنايته في أصقاع اللجوء وعرض البحار في قوارب الموت .

لا يسعك الا أن تشعر وكأن أعراض مرض الإرتياب قد أصابتك وأنت تسمع وتقرأ عن مفاجئة السابع من أكتوبر فأبسط قواعد ومهارات التحليل الأمني التي يتلقاها أي محلل أمني مبتدأ للخروج بتقدير موقف بشقيه العام واللحظي تضع حداً لهذا الإستخفاف بالعقول فبلغة الأمن ومنطق التحليل كان لا بد من التوقف أمام عديد من التساؤلات للخروج بتحليل أمني ذو قيمة ، فماذا يعني أن يقام 500 كيلو متر ويزيد من السراديب والذي أطلق عليها اعلام مشروع الخلود التوراتي بمترو حماس؟؟ وماذا يعني تكديس الاف الأطنان من المتفجرات ؟؟ وماذا يعني إقامة مصانع لإنتاج عشرات الاف الصواريخ  ؟؟ وماذا يعني تجنيد عشرات الالاف من ابناء البؤس في مخيمات اللجوء ودفع الملايين من الدولارات كرواتب شهريا عدا عن المنح الدراسية الداخليه والخارجيه والمساعدات الإجتماعيه كالزواج والشقق السكنية والوظائف ...الخ ؟؟ وماذا يعني الاف الساعات من الحصص التدريبيه النظريه والعمليه كان آخرها قبل شهر من تاريخ السابع من أكتوبر في محاكاة حقيقيه لأحداث السابع من أكتوبر وبكل الوسائل التي إستخدمت في هجوم السابع من أكتوبر على الحدود مباشرة وإختبار تعطيل كاميرات المراقبه وإختراقها ؟؟ وماذا يعني ما تلتقطه كاميرات المراقبه يومياً وهي الأكثر تطوراً وحساسيه في العالم من تحركات مريبه حتى قبل يوم من الأحداث ؟؟وماذا يعني الاف المغادرين عبر معبر رفح ومطارات العالم للتدريب في طهران ولبنان وسوريا واليمن ...الخ؟؟ وماذا يعني إختطاف المشهد من منافسها اللدود الجهاد الإسلامي وإنتصاره للقدس والأقصى في عدة مناسبات والأصوات التي شغلت الفضاء الإعلامي المحلي والإقليمي والتي وصمت مشروع الخلود الإخواني بالتخاذل ؟؟وماذا يعني ملايين الدولارات من خزائن مشروع الخلود الفارسي المتدفقه الى غزه عدا عن نظيراتها وكأن ايران أحدى تكايا العمل الإنساني؟؟ وماذا يعني حالة التغول الإستيطاني وحرق القرى ومهاجمة المزارعين والتحرش الذي لا يتوقف بأقدس المقدسات (المسجد الأقصى) وما يرافقها من ضرب وسحل للنساء من شرطة الإحتلال واجهزة أمن بني غفير ؟؟ وماذا يعني عشرات المظاهرات في الشق الآخر من الوطن التي إستنجدت بحماة الحمى ثلاثي رمزيات القوة الضيف والسنوار وابو عبيدة من قادة الذراع الضارب لمشروع الخلود الأخواني ؟؟ وماذا يعني حالة التطبيع الجاريه على قدم وساق مع أبناء إسماعيل؟؟ وماذا يعني تراجع مشروع الخلود الفلسطيني الى آخر الإهتمامات في أجندة الأمم ؟؟ وماذا يعني التبجح من قبل نتياهو على منصات الأمم المتحده بعرض خرائطه والتي تنفي من الأصل فكرة الدوله بل الوجود الفلسطيني برمته ؟؟ وماذا يعني عشرات التصريحات العلنيه عن حرق الأخضر واليابس ومثيلاتها من قبل أئمة مشروع الخلود الأخواني ؟؟ وماذا يعني حالة الفوضى السياسيه والأمنيه التي عاشها مشروع الخلود التوراتي في معرض الإعتراض على التعديلات القضائيه وتسلل الفوضى الى البقرة المقدسة وجنود الخلود الإحتياطي وطياريه والتي شاهدها العالم بأسره ؟؟ وماذا يعني إنكفاء حلفاء مشروع الخلود التوراتي في العالم بأسره للتصدي للزحف الروسي القادم نحو أوروبا عبر أوكرانيا؟؟ وكل ماسبق في ظل إعتلاء سدة القرار بقوة السلاح في دويلة الخلود الأخواني شخص مصاب بجنون العظمة والحالم بخلافة ياسر عرفات ورمزيته يدعى يحيى السنوار لا يستطيع قيادة تنظيم على هذا النحو من التضخم الرأسي والأفقي الا ويصاب بجنون على جنونه كان قد أفرج عنه نتياهو مع أكثر من الف شخص من صلب كتائب مشروع الخلود الأخواني مقابل جندي واحد يدعى جلعاد شاليط ولذر الرماد بالعيون إشترط نتياهو ترحيل غالبية قاطني الضفه منهم اما لغزة أو الخارج  وهو يعلم بإن غزة والخارج متصلان ببعضهما البعض بكل الوسائل العلنيه والسريه والتواصل اليومي مع الضفة الغربية ومحاولات إعادة ترميم كتائب الخلود الأخواني فيها وضخ الملايين من الدولارات لهذه الغاية وإستخدام ما هب ودب من كل الأجناس لصناعة حالة هناك !!! وبعد كل هذا المشهد وما تقدم فيصار الى تقليص الوجود العسكري لمشروع الخلود التوراتي في منطقة الغلاف ورمي تقارير المجندات العاملات على الكاميرات في سلة المهملات والسماح بتواجد الاف العمال من قطاع غزة بين البيوت في الغلاف والعمل بداخلها والتي هي على تماس بالمناطق المصنفه بالأكثر حساسيه للأمن في منطقة الغلاف والأنكى من ذلك وأنت تطالع التقارير عن ترك المجندات بدون سلاح حتى للحماية الشخصيه بل وإعطاء الإجازات كالمعتاد للجنود والضباط العاملين في منطقة الغلاف في أكثر الأوقات حساسيه في عام كامل لمشروع الخلود التوراتي وهو ما يطلقون عليه عيد الغفران سبق أن تلقوا ضربة كادت أن تقسم ظهر مشروع الخلود التوراتي لولا تدخل الولايات المتحده ورفع عصاها الغليظه في وجه مشروع الخلود الفرعوني عام 1973 !! أما والحالة هذه فلغة العلوم الأمنيه تقول بإن الأمن الإسرائيلي والذي يعيش كل هذا الإسترخاء والإطمئنان ليغفو قرير العين بجانب برميل بارود محشو بكل هذا التراكم من التهديدات دون التعامل معه فلابد وأن يكون بين يديه ما يبرر كل هذا الإطمئنان والإسترخاء يتمثل بمعرفة دقيقة لا تقبل التأويل عن إنعدام النوايا أو القدرة على الفعل لدى الطرف الآخر وهو لن يتأتى الا من خلال إختراق عميق تقني وبشري يتمثل بكنز ثمين وخط إتصال مباشر بمصدر معلومات أو أكثر  في إحدى الدوائر المتصله بصنع القرار لكتائب الخلود الأخواني وقد تم إختباره أو إختبارها مرات عديده وباتت معلوماتهم مصنفه بأرفع درجات التصنيف الأمني (ثقه عاليه) أما والحالة هذه وبعد أن تناقلت وسائل الإعلام لمشروع الخلود التوراتي أن رئيس الشباك تم إيقاظه من النوم قبيل البدء بتنفيذ هجوم السابع من أكتوبر بساعات قليله على وقع معلومات إستخباريه عن رصد بعض التحركات المريبه على مقربه من السياج الأمني إستدعت توجهه الى مكتبه ليتأكد بإن الأمور تسير بنسق إعتيادي ويعود من مكتبه ليعاود النوم مجددا فقد بات من المؤكد بإن إتصالا قد جرى مع شخص على الطرف الآخر هو في موقع مركز القرار وليس في إحدى دوائر إتخاذ القرار فحسب لأن الإنظار الساخن الذي يستوجب إيقاظ المسؤول الأول عن الأمن الداخلي من النوم يتطلب إجابة قاطعه ممن هو في مركز إتخاذ القرار في منظومة الطرف الآخر لا تستوجب أجراء إتصالات من هذا الشخص في دوائر تعلوه في التراتبيه القيادية للتأكد ولأن مصدراً للمعلومات دون ذلك فإن عليه إجراء إتصالات بمن هو أعلى منه في التراتبيه القياديه للتأكد من أمر قد حجب عنه لا يقع ضمن إختصاصه أو لأي سبب إخر وفي مثل هذه الساعه المتأخره من الليل يضعه فورا في دائرة الإشتباه في عرف التنظيمات المغلقه وهنا وقع ما يسمى بالخداع الإستراتيجي حيث تم تضليل الأمن في مشروع الخلود التوراتي لسنوات أعقبت صفقة شاليط نظرا لوجود الفرصه السانحة لأمن مشروع الخلود التوراتي لإحداث هذا الإختراق العميق الموهوم تحت ضغط حاجة المستهدف بالإختراق أو المخترق مسبقاً لإعفاءه من قضاء ما تبقى من سني عمره في سجون الخلود التوراتي وقد بات سهلا أن تفسر الآن لماذا ترك الجهاد الإسلامي وحيدا في أكثر من مواجهة والهجمات الشكليه بالصواريخ الصوتيه وردود الطرف الإخر بقصف الأماكن المخلاة مسبقاً وأبراج المراقبه المتقدمة والمخلاة وتوقف قادة مشروع الخلود التوراتي عن سياسة الإغتيالات لقادة كتائب مشروع الخلود الأخواني في حين أنها إستهدفت قيادات الخلود للجهاد الإسلامي بشكل ممنهج وكيف تم الدفع بالتقارير الإستخباريه المضلله لقادة الأمن في مشروع الخلود التوراتي لإحداث مزيد من الإسترخاء والذي تبين بإنه كان أمنا أعمى وأصم في الأيام الأولى للحرب كان يرى ويسمع من خلال آذان وعيون كنزه الوهمي حين أسقط قاعدة أمنيه ذهبيه تقول بإن لا ثقه مطلقه وعمياء بمصادر المعلومات وخاصة بهذا المستوى من الخطورة لأن تجارب أجهزة أمن لدول عظمى عديدة سبق ووقعت في هذه المصيده فحوادث حرب أفغانستان لا زالت في الذاكره الأمنية للولايات المتحده في حربها مع القاعدة والتي باتت تدرس في المدارس الأمنيه المتقدمة وبالقطع فإن مدرسة الخلود الأمني التوراتي على رأسها بما لا يقبل الشك ، وعلى وقع هذا الخداع الإستراتيجي الغير مسبوق أبتدأ جيش الخلود التوراتي حربه معتمدا عن بنك أهداف غير محدث لا يمت للواقع بصلة إلا ما ترصده طائرات الإستطلاع مباشرة ولذلك كان البديل هو السدود الناريه التي تشبه أهوال يوم القيامة والخسائر الفادحة  في صفوف المدنيين الأبرياء والقليل من كتائب الخلود الأخواني في الساعات والأيام الأولى للحرب .

لقد كان ما كان وتمكن أصحاب مشروع الخلود الأخواني وبدعم من مشروع الخلود الفارسي من توجيه ضربة موجعة صبيحة السابع من أكتوبر لمشروع الخلود التوراتي أفقده التوازن وعدم القدرة على الإستجابة الفورية والطارئه لعدة ساعات وهو الذي صمم منظومته العسكرية والأمنيه للإنتشار والتحرك خلال عشرة دقائق على أبعد تقدير وبهذا جعل ممن سوّق نفسه كسيد للأمن وحكومته الأكثر تطرفا في تاريخ مشروع الخلود التوراتي إضحوكه في أوساط المتربصين به والفزع في أوساط حلفاءه والمراهنين عليه وفي عدة ساعات أنكسرت هالة الردع التي بنيت على مدار أكثر من سبعة عقود وما سيترتب على ذلك في علوم السياسة من أعادة تدوير زوايا التحالفات والمقاربات الأمنيه في المنطقه وما يتبعها من أستحقاقات سياسيه تأخذ بعين الإعتبار الوقائع الجديده فقد أقتضت خطة الهجوم في السابع من أكتوبر والموضوعه أصلاً وفق رؤية  قاسم سليماني وجنرالات الحرس الثوري الإيراني قبيل إغتياله على يد القوات الأمريكيه وجرى التدرب عليها من قبل من سينفذها في ايران واليمن وجنوب لبنان وسوريا وفي غزة نفسها كان آخرها قبل أقل من شهر من تاريخه فلم تكن زلة لسان حين صرح قادة حرس مشروع الخلود الفارسي بإن السابع من أكتوبر هو الرد على إغتيال قاسم سليماني لأنه وبإختصار من وضع حجر الأساس للهجوم وفتح له خزائن مال مشروع الخلود الفارسي .

لم تتطابق حسابات حقل السنوار مع بيدره فمن مقتضيات الخطة الأساس على طريقة قاسم سليماني هو مشاركة كافة النخب من عناصر فصائل الخلود في التخطيط والتنفيذ منذ البداية وبخاصة ذراعهم الأكثر موثوقية (الجهاد الإسلامي) وليس كملحقين بعد البدء بالتنفيذ مما سيرفع عديد وعتاد المشاركين في الهجوم من كتائب الخلود الى الضعف تقريباً مما يمنحهم فرص السيطره على منطقة الغلاف بأكملها كقاعدة إرتكاز محررة ومتصله بخطوط الإمداد مع داخل غزة عبر السراديب الواصله الى حدود  الغلاف والتي يمكن لبعضها إستخدام وسائل النقل كسيارات الدفع الرباعي الأ أن فكر عدم الثقه بالآخر والإستحواذ على القرار والصورة كانا حاضران ايضاً كما أن الإندفاع غير المنظم لكل ما هب ودب وبدوافع مختلفه الى داخل الغلاف أحدث مزيدا من الإرباك يضاف الى كل ذلك مفاجئة حفل نوفا الموسيقي في كيبوتس رعيم وتواجد الاف المشاركين وهو لم يكن في الحسبان والذي شتت الجهد الرئيسي في محاولة للتعامل مع المستجد العملياتي الجديد من بيوت صغيرة متناثرة يسكنها أعداد محدوده وفي يوم عيد وحالة من الأسترخاء والهدوء وحركة مرورية تكاد تكون معدومة الى حركة مرورية نشطه وصخب وضجيج وأنتشار شرطي مرافق للنشاط وبالرغم من كل ما حدث فقد سقط من حساباته ما هو أهم من ذلك بكثير ومن كل ما تقدم وهو طبيعة الرد وفق سيكولوجية التفكير لدى قادة مشروع الخلود التوراتي فما رسم على الورق من إحتجاز المئات من الرهائن وتدخل وكلاء إيران بعمليات مشاغله طيلة أيام المواجهة وبخاصة من جنوب لبنان وتحرك واسع في الضفه الغربية لكتائب الخلود هناك والتي أنفقت الملايين على تجهيزها ودعمها سيقتضي رداً عبر حملة جوية لأيام وقد تصل لأسابيع سيشوبها الكثير من المحاذير بحكم وجود مئات الرهائن داخل غزة والاف أخرى داخل الغلاف وستتكفل السراديب بإمتصاص الضربات ولا بأس بعدة الاف من الضحايا المدنيين والبيوت المدمرة فالصور القادمة من الغلاف وإعتلاء دبات الخلود التوراتيه المحترقه وسحل من فيها وغيرها من مئات مقاطع الفيديو التي  ستبث على الهواء مباشرة من داخل الغلاف كفيلة بتغطية فاتورتها وهنا سيتدخل حاملي خراطيم إطفاء الحرائق كالمعتاد لإجراء مقايضة أسرى ورهائن مشروع الخلود التوراتي مقابل تبيض سجونه من أسرى أعداءه وعمل ما يسمى بفك إشتباك ويسجل للسنوار ورعاته في محور مشروع الخلود الفارسي أول إنتصار إستراتيجي في تاريخ الصراع سيكون له ما بعده ، وما لم يكن ليخطر للسنوار على بال بأنه وقع في أكبر خطأ استراتيجي وأدخل مشروع خلوده الأخواني ومعه جماهير خلوده وبقية أبناء شعبه على حد سواء فيما يعرف بالمعادلة الصفرية لإعتبار بسيط وبمثل شعبي شائع يقول (بإن الغريق لا يخشى من البلل) وبمعنى آخر فإن المئات من الرهائن التي بين يديه ستساوي قيمتهم صفرا  عندما تكون سيكولوجية التفكير لدى قادة مشروع الخلود التوراتي تعرّف ما جرى بإنه حرب وجود وليس خسارة معركة ودفع مقتضياتها وإستخلاص العبر منها وحسب،بل أن الفرصه السانحه والتي لن تتكرر مرة أخرى تتطلب شن حرب إبادة وسحق لمشروع خلود العدو والذي تجاوز عمره قرن من الزمن بالتزامن مع غطاء دولي وتعاطف ضخم  تلقاه مشروع الخلود التوراتي في الأيام الأولى للحرب لدرجة تحريك حاملات الطائرات للولايات المتحده ودول النيتو الى ضفاف المتوسط في رساله ولمن يهمه الأمر بإن المواجهة ستكون مباشرة مع الولايات المتحده وحلفاءها إن تعرض أمن حليفهم الأهم على ضفاف المتوسط الى الخطر أو تم تجاوز الخطوط الحمر مع وضع خط بالأسود العريض تحت هذه الخطوط وتفسيراتها القابلة لكل الإحتمالات في لعبة المصالح والنفوذ .

على وقع مشاهد الغلاف وبكل ما فيها من خليط بين أعمال المقاومة وقبح أعمال حاملي الرايات السوداء على أيدي أبناء البؤس لمشروع الخلود الأخواني وشركاءه عدا عن المنفلتين من حسابات كتائب الخلود وقوانين الحرب فقد أنطلقت الة القتل والدمار والتوحش لمشروع الخلود التوراتي مدفوعة بغزيزة الإنتقام وشهوة القتل مستحضرة كل شياطين الأساطير ليس إبتداءاً بالقضاء على أحفاد العماليق وسحق الحيوانات البشريه الى دعوات القاء قنابل الدمار الشامل الى منع الماء والكهرباء والمحروقات والغذاء والدواء جهاراً نهاراً والمرفوضه من قوانين السماء والأرض وتغطي اسراب الطائرات بكل أصنافها لتقذف حمم الموت وتطحن البشر والحجر بسدود ناريه تشبه أهوال يوم القيامه .

غطت الدماء ورائحة البارود والموت مساحة قطاع البؤس والشقاء ليصار الى مطالبة مليون ويزيد عن ثلثه الثاني بالرحيل من شماله الى جنوب وادي الموت بواسطة قصاصات ورق ساقطه من السماء وإشعارات تحمل صفة الإستعجال على الهواتف المحمولة  ليرتحل نصف البشر الى المناطق الآمنه على الطريقه التوراتيه ويصر على البقاء نصفهم الآخر على قاعدة أن الذاكرة الجمعية لهؤلاء لا زالت تعي معنى التهجير الذي أكتوى به أجدادهم وآباءهم  ويحاول عبثاً أبناء البؤس من مشروع الخلود الأخواني منع المرعوبين والبائسين من الإرتحال وبقوة السلاح لأن غريزة البقاء كانت أكبر من أن تقاوم لتلاحقهم أهوال يوم القيامه وحمم الموت على طريق السعي نحو الجنوب بدعوى وجود مسلحين على ظهور الشاحنات المكدسه بالبشر وبعد عشرون يوماً من القصف عبر أسراب الموت سماءاً تدخل جنازير الات الدمار على وجه الأرض لتكمل مهمة أسراب السماء التي لم تتوقف عن صنع سدودها الناريه وبعد قرابة الشهر والنصف الآخر مما يليه تتوقف خلالها آلة القتل لأسبوع واحد بعد مفاوضات مارثونيه تحت النار ليصار الى قيام أبناء مشروع الخلود الأخواني بإخلاء سبيل ما يزيد عن مئة من العجائز والنساء والقاصرين وقاطفي الزهور من حقول الغلاف من تايلاند وأخواتها مقابل ثلاثة أضعاف مما يماثلهم في سجون الخلود التوراتي على أن يتم تمييز ثمانون منهم بثمن بإعتبارهم أبناء شرعيين لمشروع الخلود التوراتي أما قاطفي الزهور ورعايا الدول الصديقه لمشروع الخلود الأخواني فهم بلا أي ثمن بإعتبارهم إبناء غير شرعيين ولا يفوت طرفي مشروعي الخلود على إطلاق الرمزيات بالصورة والكلمه على حسن التنظيم والأنفه والعزة والإنسانيه والأخلاق الرفيعه وكأن هؤلاء الرهائن قد سحبوا الى سراديب الخلود الأخواني وقبلها بسنوات الى باستيلات الخلود التوراتي بشوق وسعادة غامرة وإمتنان لطرفي الصراع فلن تداوي إطلاق مسميات بوابة السماء ولا اليد الصديقه ولا توزيع زجاجات الماء ولا رسم الإبتسامات وهيام العيون ولا حمل العجزة على ألأكف ولا الباصات المكيفه وشارات الصليب بلونها الأحمر جراح الرعب والكراهية الغائران في نفوس هؤلاء الحطام من البشر على طرفي الصراع .

تعاود آلة القتل سيرتها الأولى بل أكثر دمويه لأحياء شمال غزه ووسطه كما جنوبه ومناطقه الآمنه سواء بسواء ولتعاود آلة الموت إسقاط قصاصات التوجيهات نحو المناطق الآمنه ولكن هذه المره الى جنوب الجنوب نحو رفح ليصار لتكديس أكثر من مليون من البائسين في أقل من 10% من مساحة قطاع البؤس ليتكدس البشر فوق بعضهم البعض في خيام البؤس والتي لا تقي حر الصيف ولا زمهرير الشتاء وفي باحات وممرات المستشفيات والشوارع وزرائب البهائم ومزارع الدواجن والمقابر وحواف مياة البحر وكل ما وصلت اليه الأرجل المتعبه بحثاً عن أمن مفقود وحياة فيها بصيص من آدمية ولكن عبثاً حاولت فلم يبقى في قطاع البؤس سوى المستشفيات المدمره والمحرّقه أو العاجزة عن حمل شارة الإستشفاء ومدارس مدمره ومحرّقه أو عاجزة عن أن تحمل أي صفه للعلم والتعلم ومثيلاتها من الجامعات ودور العباده وبيوت الآدميين ومراكز تحلية المياه ومعالجة الصرف الصحي لتغمر المياه العادمة ومئات أطنان النفايات أماكن إزدحام البشر وحتى المنشآت المعرفه براياتها الزرقاء فهي ما بين مجرّفه أو محرّقه أو خارج الخدمة بإعتبارها أهدافاً معادية وكأحد أهداف تصفية مشروع الخلود للعدو وبدقيق العبارة طحنت الأسر وشطبت المئات منها من سجلات البشر ولوحقت الخيام والتي من الممكن أن تؤوي أحد المسلحين من أحفاد العماليق المسلحين ولو كان الثمن مئه أو مئتين يزيد أو ينقص من أحفاد العماليق الذي لا ناقة لهم ولا جمل وحتى لو كانوا من الكارهين لأبناء مشروع الخلود الأخواني فلا جدوى من الفرز لإرضاء الحانقين على الفعل من حلفاءهم قبل أعداءهم ولا من كل ما صنعته البشرية من مشاريع خلود دولية بعد حروب طاحنة فسيف الوقت لا يرحم وحتى لو كانت هذه اللاجدوى من الفرز قد طالت ثلاثة من أسراه الهاربين من سراديب  الموت في الشجاعية والرافعين للرايات البيضاء لتمييزهم أو أسراهم المتواجدين بين أحفاد العماليق  ولم تنسى الة الدمار التوراتي بإن تضع مزيداً من التيجان والأوسمة على صدر ورأس آلة دمارها فقد وصلت اللاجدوى من الفرز الى من يحاول مد يد العون أو إغاثه أحفاد العماليق حتى لو كانوا من أصحاب العيون الزرقاء والخضراء والشعر الأصفر ومن منطقة الى أخرى ومن حي الى حي ومن بيت الى بيت ومن نزوح أول الى ثالث فسابع ومن سرداب الى سرداب ومن موت الى موت ومن تناول الحشائش التي تجود به الأرض الملوثه بأطنان المتفجرات ومياه الصرف الصحي وجبال النفايات لتقى البشر الموت جوعاً الى أعلاف الحيوانات الفاسده لتبدأ الأمراض والتي غادرت كوكب الأرض بالتفشي فمن لم يمت بالحمم الساقطه من السماء أو فوهات المدافع الثابته والمتحركه ورصاصات صائدي البشر على وجه الأرض أو بالمساعدات الساقطة من السماء أو عبر شاحنات طحين الموت فالمرض كفيل بإكمال المهمه المقدسه فهذه هي شرعة مشروع الخلود التوراتي المستحدثه على عجل لمعالجة التهديد الوجودي وفق أساطير أئمة مشروع الخلود التوراتي .

مشاهد أفزعت العالم وتحركت الشوارع والجامعات في أقطاب المعمورة  وحتى في أمريكا ذاتها وتحركت المحاكم بكل إصنافها علها توقف آلة الموت ولكن عبثاً حاولت أو أسترضيت أو تمنيت أو لوحت بعقوبات أو إستدعاءات وبدلاً من أن تكون ورقة الرهائن طوق النجاة لأبناء مشروع الخلود الأخواني فقد باتت سبيلاً للقتل فما بين جولة وجولة أخرى من مفاوضات لا تنتهي فعداد الموت والفناء يزداد سرعة وحتى عند القيام بتحريرهم بالقوه فلا بأس بالالاف من الضحايا بين قتيل وجريح فمن بين أزقة البؤس في مخيم النصيرات ولتحرير أربعة رهائن فلا ضير بقتل مائتان وسبعون من أحفاد العماليق وإصابة أكثر من سبعمائة آخرين فهو ثمن عادل لمثلها ولسابقتها في رفح ومريح جداً لضمير مقترفيه وبعد ذلك فحال لسان قادة مشروع الخلود التوراتي وبعد كل هذه المشاهد المرعبة والمفزعه يقول نصاً (أعطني جزءاً مما لديك من رهائن مدنيين لإسكات ذويهم الحانقين وبشروطي التي أقرر لأعاود إكمال ما بدأته أنت وعلى طريقتي التي أريد أما ما تبقى من رهائن يلبسون الزي العسكري فقانون هانبيعل كفيل بسد ذرائع التخلص منهم أحياء ولاحقاً يتم البحث عن جثثهم بعد نبش الاف القبور وكأن حال لسانه يقول للطرف الآخر ستؤدي لي خدمة العمر إن لم تفرج عنهم لأنني بحاجه الى مزيد من الوقت لأن مهمة القضاء على أحفاد العماليق ومشروع خلودهم لم يتمان بعد ومتطلبات البقاء في الحكم وإزالة وصمة العار في السابع من أكتوبر لم تكتملان أيضا) .

  مشهد سريالي لشظايا دويلة الخلود الأخواني وأئمته تلخصه مقولة "أنا ومن بعدي الطوفان الذي صنعته يداي" ولم يستفيقوا بعد من غيبوبة وهذيان الماورائيات على واقع وحقيقة بإنهم أمام معادلة صفرية ملخصها دمار شامل يغطي مساحة الدويلة وبيئة طاردة للحياة  وخمسة عشر الف مسلح حتى الآن من أبناء البؤس لمشروع الخلود الأخواني وشركاءه في الدم قد لقوا حتفهم عدا عائلاتهم وجيران عائلاتهم ومن إستضافوهم في مخيمات وخيام  ومراكز البؤس وما يزيد عن خمسة الاف من النواة الصلبه لمشروع خلوده وشركاءه في الدم في قبضة أبناء مشروع الخلود التوراتي عدا عمن يشتبه بصلته بهم ومثلهم لا زالوا مدفونين في سراديب الموت أو تحت الأنقاض عدا عن أبناءهم ومن جاورهم ومثل هذا الرقم في عداد الموتى الأحياء من مبتوري الأطراف والمعوقين والذي يتضورون ألماً ولا سبيل لإنقاذ حياتهم ومساعدتهم بعد سيطرة جيش الخلود التوراتي على آخر شرايين الحياة في رفح ومعبرها ومحورها وسراديبها العابره للحدود أيضا وجيش من العملاء الذي تمكنت أجهزة أمن الخلود التوراتي من تجنيدهم على وقع عملياتها العسكرية الدموية والذين باتوا يتجولون في كل مكان ينقلون بالصوت والصوره وبكل ما وصلت اليه تقنيات عالم التجسس الإحداثيات والمعلومات الدقيقة التي تضرب في مقتل أكثر الأماكن والأفراد والقيادات لمشروع الخلود الإخواني وشركاءه في الدم على حد سواء ولو كانوا بين الألاف من البائسين وتخلق فوضى عارمة في كل مكان من إقتتال داخلي لأسباب تافهه فرضها أنعدام الخصوصيه والحيز الشخصي للأفراد والعائلات بعد تكدس الآدميين فوق بعضهم البعض وبث الشائعات والسطو على أملاك وأرزاق الناس وبيعها على جنبات الطرق فيما يسمى بلغة أهل البلد بسوق الحرامية وحرب الأسعار الفلكيه والسطو على المساعدات وإنتشار المخدرات والرذيلة وصرافي الموت التي قد تصل نسب عمولاتهم الى ربع الحوالات الوارده للمعذبين في الأرض وإنتشار الزيجات لآلاف الشباب والشابات والذين لا يملكون من مقومات الزواج أدنى ما يعينهم على الحياة سوى معادلة الإحتياج البيولوجي للشباب والشابات مقابل وهم صون الأعراض ورفع مسؤولية الأسرعن فتياتهم كالهارب من الرمضاء الى النار وكل ما تفتقت عنه فنون الحروب الموازية لآلات الدمار وإرتداداتها والتي تتقنها أذرع الأمن التوراتي بلا منازع  وكل هذا وسط الاف الصارخين والشاتمين واللاعنين لهم سراً وعلانية والتي قد تفلح طلقات الرصاص والقضبان الحديديه في إسكات بعضهم الى حين ، لم يبقى لأبناء البؤس من كتائب الخلود الأخواني وشركاءهم في الدم سوى مواجهة الموت بالموت بعمليات متناثرة وبما تيسر من بقايا أدوات للمقاومة كصاروخ ولو كان مشدود لجهاز إطلاقه المصنع على عجل بأسلاك البناء وقاذفات الموت القوسيه المسنوده الى ما تيسر من طوب البيوت المقصوفه أو يد متعبة لمجند جديد على عجل لكتائب الخلود أصابت أو لم تصب العدو وحتى وإن ضل طريقه ليسقط على رأس بني جلدته فلا يهم فالموت حاضر في كل مكان  ويبقى الأهم هي الصوره وما يرافقها من ديباجة تضاف لها عن نصر مؤزر ومثلث أحمر أو أصفر وراية في الخلف تشير لصاحب الفعل وشركاءه حتى لا يتم سرقته من شركاءه من كتائب خلود الآخرين وذلك لتغطية المساحة المخصصه للتحليل العسكري المسائي لجزيرة مشروع الخلود الوهابي لينبري لتحليلها أحد مقاولي التضليل العسكري والتي لا تتضمن بكل تأكيد كم من الضحايا من أبناء البؤس قد سقط وكم من البيوت والأبراج السكنيه قد أصبحت ركام وكم من حطام البشر قد هجروا من ذات المكان فهي في عرف أصحاب مشاريع الخلود العدمية أقل من أن تذكر فقد فعل لأصحاب المكان معروفاً لا يقدر بثمن حيث أرسلهم الى الفردوس الأعلى وجنات الخلود والحور العين  أما ما تبقى من كتائب الخلود الأخواني بشقيها المالي والإعلامي فلم يبقى لهم سوى عقد الصفقات مع تجار الموت والتهريب لأخذ العمولات التي حرموا من تقاضيها عبر الممرات التي تغير شكلها وآلياتها بعد إغلاق شريان الحياة في رفح وظهور إعلامي يقرر أعداد الموتى والجرحى ومراقبة الصورة وتدوير زواياها الخارجة من غزة من أشباه الإعلاميين العاملين برعاية مشروع الخلود الوهابي في جزيرة قطر وأعمال الفوتوشوب العسكريه التي تبثها ماكينة الكذب وتضليل الرأي العام مع أشباه المحللين العسكريين الذين لم يخوضوا يوماً أية حرب حقيقيه وشروحاتهم على خرائط التدليس والتعميه على واقع الحال ومحاور القتال والفرق العسكريه وأرقامها وتعدد الويتها والمناطق الرخوة والصلبه حتى وصلت التعمية بعد التدمير الواسع النطاق لقطاع غزة بأكمله الى الإنتقال الى رسم محاور للقتال في مخيمات جنين والفارعه ونور شمس وطولكرم ورسم صورة ذهنية للعالم عن جيوش تقارع جيوش كمادة إعلامية وبلسان عربي ليستخدمها جيش الخلود التوراتي في أكمال مهمته المقدسة في القضاء على أحفاد العماليق وما أن تخرج الة الموت من بين أزقة البؤس حتى ينبري أحد جهابذة الإعلام المتعاقدين على عجل مع جزيرة الوهابيين الى عمل مقابلات مع كتائب الخلود هناك ليقول لقادة مشروع الخلود التوراتي مهمتكم لا زالت ناقصة ولم تكتمل بعد   ..... إنه إعلام وإعلاميي مقاولوا الحروب يحفظون ما يقولوه عن ظهر قلب وما ينبغي قوله خلف الكواليس مقابل رزم الدولار المسيله للعاب وأشباه المحللين السياسين من خريجي معاهد الخلود الإخواني لإعلام القطيع ونظرية السمع والطاعه الذين يتناوبون لإتحاف الناطقين بالعربية بما تيسر من هذيان وبعض تاركي الخدمة من مؤسسات الخدمة الدولية والذين لم ينطقوا بحرف واحد وهم على رأس عملهم أو الباحثين عن الضوء لغايات نيل جزء من كعكة الوهم بعد إنقشاع غبار المعركة والباحثين عن إصطياد فرصة العمر في فنون التلميع من فضائح مؤسسات الإنجي أوز أو الباحثين عن فرصة لتصفية حساب قديم هنا أو هناك وبما توفره الفرصه الذهبية السانحه في مزاد دماء المعذبين في الأرض  ...أما ساجدو سجدة الشكر من شظايا دويلة الأخوان في قطاع البؤس والمتواجدين على أرض دويلة الحلم الإخواني على الطريقه الوهابيه وهم المتأرجحين ما بين صب اللعنات على السنوار وزبانيته في جلسات الهمس في الظلام الدامس وفي دوائر العمل الإستخباري للنأي بالنفس وتبرأة الذات وما بين الظهور بالقوة والأنفه ووحدة الحال قبيل السقوط المدوي وشماتة الأعداء والخصوم وهم أكثر العارفين بإن لا حول ولا قوة لهم فهم بين مطرقة الضغط للحفاظ على البقاء في الخارج وسنديان تجريدهم من كل أدوات الفعل والتأثير بقوة السلاح على يد معتوه مع زبانيته يمسكون بأرض الواقع في قطاع البؤس وهم اصحاب الحظوة لمشروع الخلود الفارسي بلا تردد .

     في قبضة أكبر ملوك الإحتيال السياسي على رأس مشروع الخلود التوراتي  وعينه على  تماسك عقد حكومة الأساطير الذي يتحكم بوجودها ثنائي الأمر الواقع سموترش وبن غفير خريجي معاهد الخلود التوراتي والمحركان الأساسيان لإنفجار برميل البارود المضغوط بكل السموم والأساطير ، تخصص الأول في القضاء على أي حلم لمشروع البقاء الفلسطيني وتغوله الإستيطاني والدعوه الى حرق البلدات الفلسطينيه بل حرقها قولا وفعلا في حوارة وترمسعيا واللبن والمغير وجيت لن تكون آخرها وتخصص الآخر في صب الزيت على نار نواة الصراع ومركزيته القدس والمسجد الأقصى والتحرش بالمكان والدفع بزبانيته ليدوسوا ببساطيرهم اماكن السجود والركوع مستقويان بقدرتهم على ارسال ملك الإحتيال السياسي بنيامين نتنياهو الى السجن وفي الوقت الذي يقررون .

وسط فوضى عارمة في المكان والزمان يحاول الممسك بناصية آخر الشرعيات لمشروع الخلود بشقه الوطني والرسمي وأمام ناظريه غزة التي تزال عن خارطة الوجود الوطني ويعاد إحتلال ارضها مجددا وشظايا حكم ما كان يسمى بدويلة الخلود الأخواني الذين يتخذون من غزة والحطام البشري فيها دروعا بشريه حصنا لشظاياهم ووسط بحث توراتي محموم عن استيطان من جديد أو عن مشروع روابط قرى جديد أو خزندار جديد ومشاريع تسرب عن عمد عن قوة من بني اسماعيل على المقاس التوراتي بمظله دولية ومطالبات دولية محمومه لآخر الشرعيات الفلسطينية ظاهرها إصلاحي وباطنها تسليم مقاليد السلطه الفعلية والإحتفاظ بالشكليه للتوقيع على وثيقة الإستسلام ورفع الرايات البيضاء والقبول بفتات قد يأتي وقد لا يأتي .

ما بين طرفي مشروعي الخلود يقف النظام العربي ومن تبقى من ساسته القادرين على مجرد الحديث والمنقسم على نفسه بين حامل خراطيم الإطفاء للحريق المشتعل على حدوده وعينه على الداخل البائس والجائع والغير مستقر وآخر عينه على مشروع رعايته الوهابيه لمشروع الخلود الأخواني وهو يتهاوى أمام ناظريه وآخرين ما زالوا يتقنون مصطلحات الشجب والإستنكار وحال لسانهم يقول العين بصيره واليد قصيره ويتمنون لو كان لهم حدود مع قطاع غزة  وآخرين يتمنون زوال كلمة الإخوان المسلمين من قواميس لغة العرب بعد أن أدخلوا العجم الى الإمساك بناصية أمة العرب وجميع هؤلاء يحسبون ألف حساب لما يطلقون عليه اليوم التالي للحرب ومآلاتها وسط إنعدام للرؤيا قبل الفعل وسط جماهير أفاضت كأس البكائيات وتوقفت حناجرها عن العمل غير قادرة على رسم صورة ذهنيه عقلانية لكل ما جرى فهو تائه ما بين شتات حلم قد تهاوى وغد يلفه ضباب كوكب البؤس ومتطلبات شظف العيش ويومياته هروباً من مشاهد مقتلة كبرى لا زالت ملئ السمع والبصر تمتد رويدا رويدا على الجانب الآخر من الوطن .

أما رأس الحكم الأمريكي فقد أختنق أو يكاد برأس الحكم بدولة الخلود التوراتي فلا هو قادر على لفظه أو إبتلاعه فبحكم مقتضيات الإستراتيجيه فدولة الخلود التوراتي هي الحليف الأهم في الشرق الأوسط ولن يسمح مطلقاً بهزيمتها حتى لو قاتل نيابة عنها مع إتفاقه التام معها بضرورة القضاء على التهديد الناشئ أمام أسوار بيتها ومن ناحية أخرى فهو يرى الحرائق المشتعله في محيطها ولا يساعده رأس الحكم لمشروع الخلود التوراتي على إخمادها بل يسعى الى إتساعها علها تطال صلب المصالح الأمريكيه وهنا لن يكون من مفر سوى التدخل الأمريكي المباشر لحسم الصراع لصالحه على غير هوى المصالح الأمريكيه وسياساتها الفضلى بالإحتواء ولا يزال ملك الإحتيال السياسي التوراتي والذي يجيد فن الرقص على حبال التناقضات السياسيه في الداخل الأمريكي محاولا إستنساخ نفس اللعبه إبان حكم باراك أوباما وإسقاط هلاري كلينتون في إنتخابات عام 2016 ليقدم خدمة العمر لنسخته الفضلى لإعادة تنصيب دونالد ترامب ملك الفوضى والشعبويه والمثقل بقضايا الفساد السياسي والمالي والأخلاقي ....ولكن حسابات البيدر لم تأتي على هوى بيدر ملك الإحتيال السياسي بنيامين نتنتياهو وهو يحزم حقائبه مولياً وجهه قبلة الولايات المتحده لتظهر في وجهه عقبة كأداء جديده والنسخه الجديده لباراك أوباما (كاميلا هاريس) كمرشحه عن الحزب الدمقراطي بعد إنسحاب جو بايدن بفعل عوامل الشيخوخه والسن وما تظهره إستطلاعات الرأي من عدم قدرته على مواجهة دونالد ترامب بعد مناظرة فاشلة لجو بايدن ومحاولة أغتيال فاشله تعرض لها ترامب..... وبعد مهرجان من التصفيق المفتعل في الكونغرس حيث تم تعبئة كراسي المقاطعين من أعضاءه بالضيوف المواليين والمصفقين للمنتصر على دماء الأطفال والمعذبين في الأرض  إلا من مقاتله واحدة قررت السير عكس التيار، إرتأت أن المقاطعه لا تفي بالغرض وإختارت أن ترفع راية إدانة لمجرم الحرب الزائر لهم ، وكثير من الغضب والبغض والصخب والكره في الشارع المتفجر خارج المبنى كإمتداد طبيعي لكل الحركات والنشاطات في الشارع الأمريكي والجامعات الأمريكيه والتي عكست بإن وجه أمريكا يتغير منذ عهد باراك أوباما والإعتراض التوراتي على صفقة إحتواء البرنامج النووي الإيراني والتي لا تخطئها العين في لغة البيان والجسد لهاريس في أعقاب لقاءها مع ملك الإحتيال بنيامين نتنياهو  والتي آثرت أن لا تكون من بين جوقة المنضمين الى مهرجان التصفيق لتتالى لقاءات المحتال مع سيد البيت الأبيض الى نسخته المكرره في الإحتيال دونالد ترامب ليعود الى مشروع خلوده منتشياً بما حققه من فك العزله المفروضه عليه منذ تولى جو بايدن مقاليد الحكم ومنفتح الشهيه على المضي قدماً في حربه مع  إتساع مساحة المناورة لألاعيبه مع إقتراب موعد الإنتخابات الأمريكيه وحاجة المتنافسين بشدة لأموال لوبيات الضغط وأصوات مؤيدي مشروع الخلود التوراتي .

على وقع إلصدامات على حافة الهاوية بين محور مشروع الخلود الفارسي ووكلاءه في المنطقه ومشروع الخلود التوراتي  وطبول الحرب التي تقرع وحالة الطحن لمشروع الخلود الإخواني في غزة الذراع السني الوحيد لمشروع الخلود الفارسي وجبهة المشاغله على الحدود الجنوبيه للبنان المشتعله والتي باتت على وشك الإنزلاق لحرب مدمرة والنيران التي إشتعلت في أحد شرايين الحياة لمشروع خلود المنقلبين على دولة اليمن السعيد بعد أن تجاوزت أحد مسيراتهم والمشكوك أصلا بصلتهم بها لمربع أمني في عاصمة المال والسياسه لمشروع الخلود التوراتي بعد مئات المسيرات والمقذوفات التي لم تكن لتفعل شيء وارتدادت ذلك على البحر الأحمر وحركة التجارة الدوليه المتضرره بشدة يضاف الى كل ذلك ما يجري في داخل بلد المنشأ لمحور الخلود الفارسي ومقتل الرئيس الإيراني في حادثة تحطم أحد الحوامات التي كان يستقلها بعد زيارة للحدود الأذرية مع مشروع الخلود الفارسي لإفتتاح سد للمياه هناك بحضور رأسي الحكم  في البلدين  وبين أخذ ورد في مشهد سريالي عما حدث بالفعل والذي سيبقى كأحد أسرار صراع مشاريع الخلود أن كان بفعل صراع داخلي بين أجنحة نظام الولي الفقيه أو كان تبعاً للصراع مع الخارج وأذرعه أيضا فهو في حسبة الدهاء والباطنيه السياسيه أحفظ لماء الوجه وهكذا وبعد اربعة عشر ساعه من البحث عن الرئيس المفقود ووزير خارجيته وكبار المسؤولين في الأدغال في مشهد يثير الكثير من التساؤلات عن القدرات التي يتمتع بها رأس محور ما أطلقوا عليه تجاوزاً  بمحور الممانعة وهم يستعينون بالقدرات التركيه والروسيه في البحث عن رئيسهم المفقود وما تلاها من إنتخابات أحضرت الى سدة الحكم النسخه المحدثه لمشروع ولاية الفقيه وما يصطلح عليه بالإصلاحيين الذين يدورون في حلقة مفرغه كثيران الساقية في نظام شمولي كلمة الفصل به لرجل واحد ووحيد وهو الولي الفقيه الحاكم بأمر الله .

وفي ظل كل هذه الأزمات يسقط صاروخ ضل طريقه على بلده عربيه في الجولان السوري المحتل تدعى مجدل شمس وليزداد الطين بله فقد قتل اثنا عشر من الفتيه الذي يمارسون لعبة كرة القدم ووجهت أصابع الإتهام مباشرة للذراع الأقوى في منظومة الخلود الفارسي من قبل قيادة مشروع الخلود التوراتي الذي لم تتمكن دفاعاته الأرضيه أو لم ترغب بإسقاطه باعتبار منطقة سقوطه مصنفه ضمن المناطق المفتوحه خارج التجمعات السكانية والتي تقام عليها الأماكن الرياضيه في العادة  وينفي الأخير هذا الإتهام لأنه وبلغة المنطق سيتحمل كافة التبعات لذلك وهو غير قادر عن دفع فاتورة هذا الخطأ الجسيم وتمتنع جهات محايدة عن تأكيد الجهة المسؤوله عن هذا الحدث بصراحة ووضوح وهي تعلم بإن حزب الله  هو من تورط بها بفعل ما توفر من أدله دامغة من بقايا الصاروخ والمواد المتفجره ولدواعي الحفاظ على التوازن وعدم الإسهام في صب الزيت على النار آثرت التسريب وبعد عدة جولات لقادة مشروع الخلود التوراتي من كل الأصناف لإعلان التضامن وحتى من سموتريش الكاره لكل من ينطق العربيه والذي لم يستطع إكمال جولته لرفض سكان القريه من مشاركتهم أحزانهم تنبري طائرات مشروع الخلود التوراتي بقصف عاصمة لبنان وضاحيتها الجنوبيه عاصمة دويلة حزب الله داخل الدولة التي لا تحمل من مقوماتها سوى الأسم وليصار  الى قتل رئيس هيئة أركان حزب الله في ضربه أفقدت الحزب توازنه لأيام ولم يكتفي قادة مشروع الخلود التوراتي بهذا وحسب وبعد يوم واحد يتم إغتيال رأس مشروع الخلود الأخواني إسماعيل هنيه في عقر دار مشروع الخلود الفارسي بعد مراسم تنصيب الرئيس الجديد هناك في لطمه مزلزله لمشروع الخلود الفارسي أريد لها أن تكون لغزا محيرا لناحية التنفيذ ما بين المسيره والمقذوف عن مقربه من المكان الى زرع عبوه ناسفه في غرفة نوم ضيف مميز لمشروع الخلود الفارسي وبكل الأحوال وعلى طريقة قادة مشروع الخلود التوراتي فلم يتبنوا الفعل على عكس حادثة الضاحية الجنوبيه لتخلط الأوراق من جديد وتعود ذات التساؤلات عن هشاشة منظومة الأمن وعمق إختراقها في الداخل الإيراني وخارجه أيضا ويصل التصعيد ذروته وإطلاق التهديدات من كافة وكلاء مشروع الخلود الفارسي وتبدأ التحركات في المنطقه والرسائل السياسيه للحد من التصعيد وتتحرك الطائرات والبوارج للدفاع عن مشروع الخلود التوراتي مع إطلاق بعض التصريحات عن تمنع أحفاد بني إسماعيل عن الإنخراط في الدفاع لصد الهجوم عن مشروع الخلود التوراتي كما حدث في الهجوم السابق بعد قصف مبنى ملحق بسفارة مشروع الخلود الفارسي في دمشق وقتل عدد من قادة حرس مشروع الخلود الفارسي مع الطلب من قادة مشروع الخلود الفارسي بعدم إستخدام أجواءهم أي بمعنى آخر هو البحث عن أهداف لمشروع الخلود التوراتي خارج المنطقه لإستهدافها ، أي خارج حدود دولة الخلود التوراتي ولكن القاسم المشترك الأعظم فيما بين كل هؤلاء المتداخلين في هذا الشأن بإن لا مصلحه لأي منهم  في الإنخراط أو مشاهدة  حرب كبرى قد تقع لا يقوى على مفاعيلها وتداعياتها أي طرف من الأطراف وتحت عناوين ومبررات كثيرة ديبلوماسيه منها بإعطاء فرصة لهدنه أو وقف إطلاق نار في غزة أو تسويات ثنائية في جنوب لبنان أو مع المنقلبين على دولة اليمن السعيد على ضفاف البحر الأحمر أو في إسالة اللعاب لتسوية كبرى مع راعي وكلاء مشروع الخلود الفارسي وإن لم تأتي كل هذه بمفاعيلها فالأساطيل في عباب البحر حاضرة للردع أولا وللفعل ثانيا أن خرجت الردود عن نطاقها وهو من غير المتوقع في ضوء المعرفة المسبقة بطريقة تفكير أئئمة مشروع الخلود الفارسي .

يحتدم صراع مشاريع الخلود حتى باتت معه فرصة التراجع الى الخلف قيد أنمله تعني النهاية لأحلام ومشاريع ولكن عدم القدرة لأي طرف من الحسم المطلق يزيد من تعقيدات المشهد والذي بدأ يتشكل رويدا رويدا وفي مركزه بؤرة الصراع الرئيسي وصاعق تفجيره الصراع الدامي والممتد لإحدى عشر شهراً في قطاع غزة إمتدادا لصراع دامي عمره قرن من الصراع فالمشهد الراهن هناك هو دمار شامل للبشر والحجر وآله عسكريه أتت أو تكاد تقريبا على مشروع الخلود الأخواني بشقيه العسكري والمدني على حد سواء ولكن هذه الآله لن يكون بمقدورها البقاء الى زمن غير معلوم لتلاحق شظايا وجيوب مقاومة لن تنتهي في المدى المنظور بكل تأكيد وهي تتخذ من حطام مليوني بائس وجائع ومريض دروعاً بشرية لها ليس لأنها فقط مجبرة على ذلك بفعل إنعدام المساحات الآمنه للبقاء على قيد الحياة بل لأن الأغلبيه من جماهير الخلود وبإختصار هم من أهلهم وأقاربهم والمتضررين من كل ما فعلته آلة الحرب التوراتيه بهم وبعائلاتهم وبممتلكاتهم وبأرزاقهم وفي ظل فوضى عارمة لن تستطيع أي قوة مهما بلغت من إعادة أي شكل من أشكال الحياة الطبيعية للبشر هناك وبعد أن بات أقصى طموحات مشروع الخلود الأخواني هو وقف الحرب التي بدأ جولتها الأخيره بسقوف تصل عنان السماء بالتحرير والعوده ودخول المسجد الأقصى فاتحين وعلى ظهر شاحنات جيش الفاتحين منبر صلاح الدين الذي أمر رأس مشروع الخلود الأخواني إسماعيل هنيه والغائب عن مسرح الأحداث في تراب مشروع الخلود الوهابي بالبدء بتجهيزه في مخارط أخشاب مشروع الخلود الأخواني في غزة هاشم وليصبح أقصى طموحاتهم بسوق الرهان هو عملية تبادل للأسرى والرهائن أو ما تبقى منهم أحياء بعد أن قاموا مؤخراً بالتذاكي على العالم بما يشبه الإعتراف بقتل ستة منهم بعد إن إقتربت الة الدمار والموت منهم وحتى لا يسجل لها صورة إنتصار جديد بعد حادثة النصيرات وخلق حالة ضغط على مجتمع الخلود التوراتي لإستعجال صفقة تبادل لحفظ أي ماء قد تبقى في الوجوه وإطلاق بعض الرموز لمشروع خلودهم وتربع شظاياهم على رأس أي شكل من أشكال الحكم والذي يتم تلمس ملامحه على صفيح ساخن ولو كان حكماً لتوزيع الدقيق على جيش البائسين والجائعين والمرضى والتنقيب عن الاف الجثث أسفل كثبان الركام بعد خروج الة الموت من داخل غزة الى خارجها والتي لم تكن بالمناسبة موجوده هناك أصلا وكل ذلك ومفجري طوفان الأقصى ونواتها الصلبه ما بين من غيبه الموت ومن بات عاجزا عن الحركة بحاجه لمن يساعده على قضاء حاجته ومن بات أكبر همه هو توفير عدة أيام أخرى من حياة قبل تغييبه الى باطن الأرض أو جثه في برادات الأدميين أو رقما جديدا يضاف لجيش من حطام البشر في باستيلات الخلود التوراتي أما رأس الحكم لمشروع الخلود الإخواني والذي تم تسميته للتو خارج المنطق لإعتلاء دفة القيادة لمركب يصارع الموت فقد يكون بلغة اللامنطق أيضا بإن ما تبقى من ساجدي سجدة الشكر بعد تغييب صالح العاروري في عقر بيت ذراع مشروع الخلود الفارسي وعاصمته الضاحية الجنوبية  وإسماعيل هنيه في المربع الأمني الأهم لعاصمة رأس مشروع الخلود الفارسي عن مسرح الأحداث غير قادرين ولا راغبين بحمل أوزار ما آلت اليه الأحوال التي لا تبشر بخير والتي يتحمل وزرها شخص واحد فليكمل ما بدءه فهو ميت ميت فلم الدفع برأس جديد الى فم الموت وهو أصلا لن يكون صاحب قرار في كل ما يجري وليس لديه القدره على التأثير به فالقرار أوله لدى الخامنئي الحاكم بأمر الله  وتاليه لدى من يمسك بآخر أوراق رهائن الموت لدى مشروع الخلود الإخواني أنه يحيى السنوار إن كان حياً أو ميتاً في داخل غزة أو خارجها سواء بسواء وبعد إنقشاع غبار المعركة إن إنتهت أصلا بأي شكل من أشكال التسويات المشكوك بحدوثها  فلكل حادث حديث .

       في الشق الآخر من الوطن فالإنسداد السياسي سيد الموقف وقيادة تحتفظ بمقاليد الشرعيه الدوليه وسط بحر متلاطم الأمواج وما بين عين على غزة وما يحدث هناك من مشروع دموي لتصفية نواة القضيه الفلسطينيه وعين على الضفه وغول الإستيطان ينهش جبالها ومناطق التمدد الحضري لدولة الأحلام وتزايد المتفلتين نحو المواجهة المسلحة في الضفة الغربية والدعوات القادمة من أرض الحكم الوهابي وعلى مرمى حجر من العديد والسيلية كبرى قواعد النفوذ الأمريكي وحلفاءه على أرض الحكم الوهابي وعلى لسان أحد ساجدي سجدة الشكر خالد مشعل والعائد الى المشهد بعد الفراغ الذي تركه إسماعيل هنية ودعوته الى العودة الى عمليات القتل الجماعي وحال لسانه بلا مواربة يقول لقادة مشروع الخلود التوراتي إمضوا على بركة الله في تدمير الضفه الغربية وتهجير أهلها وتدمير بقايا الوجود الفلسطيني وكأن مشهد غزة ولعبة الموت هناك لم تكن كافية للإضاءة على مآلات دروب المقاومة والنضال بأموال مشروع الخلود الفارسي الذي لا يتوقف عن العمل لإستدامة فكر المشاغله متقداً وبأيدي ولجيوب العديد من مزدوجي الولاء لمشروعين في الشكل متعاكسان وفي جوهرهما ومآلاتهما ملتقيان والا فكيف تفهم بإن أموال مشروع الخلود الفارسي العابر للحدود بشتى الوسائل هو ذات المال المستخدم لشراء الولاءات والسلاح وتكديسه بحامليه في المخيمات حصراً  وليس في مناطق التماس مع مشاريع الخلود الإستيطاني وتحت أعين أجهزة أمن مشروع الخلود التوراتي فإسقاط السلطه كآخر الشرعيات لمشروع الخلود الوطني هو حلم يراود قادة مشروعي الخلود الفارسي المتحالف مع مشروع الخلود الأخواني ويلتقي مع مشروع الخلود التوراتي من جهة أخرى سواء بسواء فبالنسبة للأولى فهي جبهة مشاغله لمشروع الخلود التوراتي تعيقها السلطه القائمة وإزالتها من الوجود يفتح الباب على مصراعيه لدوامة الفوضى وتمدد النفوذ الفارسي والأخواني وأما الثاني فإسقاط السلطه يعني سقوط آخر شرعيات الوجود الفلسطيني وتمثيله في العالم ويصبح الطريق سالكاً لإستدامة الحفاظ على شعار انعدام وجود الشريك وحق الدفاع عن النفس في وجه المقاومة المدعومه من مشروع الخلود الفارسي هذه الفزاعة التي صنعتها وترعاها كمصيدة لعملية تصفيه بعد فرز يومي للعناصر المتسلله لهذه الجزر بدافع الإنتماء الصادق لمشروع الخلود والأحلام  وهكذا وما بين دخول وخروج شبه يومي الى هذه الجزر بعمليات كبيرة أو صغيرة وما يرافقه من تدمير واسع النطاق للبنى التحتية لمعيشة الناس وأرزاقهم وما يشكله من مساس حاد بهيبة وشكل السلطة القائمة أملا في إستدراجها لمواجهة خاسرة مسبقا ستكلفها بقاءها كأخر عناوين الشرعية الوطنية وتنبري جزيرة قطر ومحلليها من قطيع السمع والطاعة في قيادة أوركسترا العزف على نغمة تعميم مشهدية غزة على الضفه الغربية وكأنهم لا يعرفون ولا يسمعون ولا يرون بإن غزة وبكل ما تكدس بها من وسائل قتاليه لم تقوى على مواجهة الة الموت هناك ودمرت عن آخرها فهل المطلوب من إصحاب المشاريع العدمية أن تخوض سلطة لا تمتلك أية مقومات للمواجهة ذات الطريق التي يتمنى أعدائك ملاقاتك بها بذات العدمية وتدمر الضفة الغربية عن آخرها بالمثل ؟؟ أم أن المطلوب هو المشاركة ولو بالشكل لتحمّل تبعات الفشل الإستراتيجي نيابة عن مشروع الخلود الإخواني ومحور الممانعه الذي يقف خلفه والذي دفعه الى حرب مدمره لا يقوى عليها دون إسناد حقيقي وفاعل والذي لا ناقة ولا جمل للشعب الفلسطيني بها بكل ما للكلمة من معنى وفق كل قواميس الإستراتيجيه عدا إستراتيجيات أصحاب الممانعه ومحلليها العسكريين الإستراتيجيين والسياسيين والذي يكررون ذات الأسطوانة المشروخة وإثارة التساؤلات عن خمسة وسبعون الف مجند بأسلحتهم وهو يزرع في ذهن المستمع باللغة العربية بإن كل مجند يحتفظ ببندقية في بيته وكأنهم لا يعلمون بإن السلاح الذي يتحدثون عنه لا يتجاوز ال 10% من تعداد الأفراد والذين هم بغالبيتهم العظمى أفراد لإنفاذ القانون الشرطي والقضائي والجمركي وحماية أمن المؤسسات وحالات نضالية تضررت من تبعات نضالها الطويل في مشروع الخلود التوراتي  وأن ما يتوفر من سلاح بين أيديهم فهو بالكاد يستطيع خدش طلاء الات الموت والمطلوب مواجهتها كما أنهم يتذاكون على البسطاء من مستمعيهم للتعمية على أن الالاف من هؤلاء قد غيبهم الموت وقبعوا في باستيلات العدو لعدة لسنوات ولا يزال العديد منهم يحمل إعاقات بدنية ودمرت مقراتهم في انتفاضة الأقصى لذات الأسباب التي تتحدث بها ذات الجوقة ليتم مكافئتهم بالإنقلاب عليهم وسحلهم والتسبب بعاهات دائمة لهم وإلقاءهم عن البنايات العالية في غزة وشوارعها على أيدي أبناء مشروع الخلود الإخواني والأيدي المتوضئة للتربع على عروش وهم مشروع الخلود الفارسي التي تسكن النفوس المريضة !! وليس هذا فحسب فتأليب الرأي العام على آخر الشرعيات وهو الأخطر يشاركان به أئمة مشروعي الخلود بهمة ونشاط منقطعي النظير فلا مجال في الفضاء العام لأي تحليل علمي وواقعي ومنطقي فاللامنطق هو سيد الموقف وحملات الذباب الإلكتروني لطرفي مشروع الخلود سيدان للموقف وكل ذلك أمام ناظري رجل ثمانيني لا يريد أن يختتم مسيرته بالتنازل عما أختطه سابقه وفي ظل حالة يأس مطبق من الولايات المتحده وإمكانية أن تفعل شيء ولى وجهه نحو عاصمة مقارعة النفوذ الأمريكي في ضيافة فلادمير بوتين والغارق في حرب لا تنتهي بل تزداد تعقيدا، في محاولة لإعادة التوازن للمصالح والنفوذ وحتى يقطع على بنيامين نتنياهو نشوة مهرجان التصفيق في الكونغرس فقد أقام له الحالم بأمبراطورية العثمانيين حفلا أكثر مهابة في برلمان الخلود لأحفاد العثمانيين للتصفيق لا وجود لأصوات غاضبه في خارجه ولا حاملة لراية جرائم الحرب في داخله ولا لأماكن فارغة بين صفوف أعضاءه ليصرح من هناك بإن وجهته التاليه هي غزة مع كل القيادة لمشروع الخلود بشقه الوطني مطالباً العالم بمساعدته بذلك وهو لن يخرج في ضوء الأوضاع الراهنة عن كونه مشروع إستباقي وإعتراضي لما هو قادم وهو أكثر العارفين بإن المحتال السياسي المتربع على عرش مشروع الخلود التوراتي وحكومة أساطيره لن تسهل مهمة من هذا النوع بإي شكل من الأشكال فالسيطرة الأمنية على قطاع غزة وتقطيع أوصاله كما هو الحال في الضفة الغربية وإنشاء إدارة مدنية متصله بقيادات محلية لإدارة الشأن اليومي للسكان هي ما يعمل عليه بنيامين نتنياهو في المدى المنظور وحتى ولو إفترضنا جدلا بأن الضغوطات الأمريكية قد أثمرت عن مثل هذه التوجهات فواقع الحال الذي ينتظره هناك على أمتداد مساحة شظايا دويلة الخلود الأخواني والممسك فيها من تبقى على قيد الحياة من أئمتهم ومسلحيهم وقطاع طرقهم  بين فكيهم عظام هيكل مشروع خلود أوهامهم ومستعدين للخوض في مزيد من دماء أبناء البؤس أن لم يحصلوا على حصة الأسد في الحكم والسيطره على كثبان الموت والدمار وجثث البشر هذا من جهة ومن جهة أخرى فأن عمق التشرذم الحاصل في التيار المركزي لمشروع الخلود الوطني أكدتها الإنتخابات المؤجله وتعدد القوائم التي قدمت للجنة الإنتخابات المركزية والتي تستوجب تسويتها أولاً قبل رسم أية تفاهمات مع بقية مركبات مشروع الخلود على قاعدة أن مشروع الخلود برمته وطنياً كان أم دينيا فهو على المحك وبات في مرحلة حرجة وأن لم يتم التداعي وبسرعة والإرتقاء لمستوى الأحداث والمخاطر المحدقة بمستقبل مشروع الخلود الوطني والتضحيات الجسام التي قدمتها جماهير الخلود ستصبح معها القدس المحطة التالية لرأس الشرعية الوطنية والذي أتى عليها في خطابه في برلمان الخلود التركي هي حلم قد مضى وأنتهى الى ما شاء الله من السنين ، وكما إنتهى ياسر عرفات سيختتم مسيرته والتي يراها رؤي العين إن لم تكن بقهر الضغط السياسي فبالموت قصرا بإحدى فنون وتقنيات مشروع الخلود التوراتي والتي يتربع على عرشها بلا منازع .

  يعود مجدداً الى صدارة الأحداث بنيامين نتنياهو بعد عمليات موت ناجحه في غزة ولبنان وايران  في إغتيال ابرز القيادات من الضيف وشكر وهنيه والحبل الموضوع على الجرار بالمزيد والتصعيد الهائل في المنطقه بضرب شريان الحياة للمنقلبين على دولة اليمن السعيد واختراق حاجز الممانعه من الأستقبال في البيت الأبيض وتعديل نسب إستطلاعات الرأي العام مؤخرا لتضعه في صدارة مشهد الخلود التوراتي ومقاومته بشده لأية صفقة تبادل تنهي الحرب بسلسلة إشتراطات تزداد يوماً إثر آخر وعينه على موعد الإنتخابات الأمريكيه كمفترق طرق ونجاحه في جر أساطيل الولايات المتحده المتحده الى المتوسط للدفاع عن مشروع خلوده في وجه هجوم مرتقب لمشروع الخلود الفارسي جاري هندسته على نار هادئه وإيقاع لا يثير حفيظة جنرالات أساطيل الحرب المتأهبين على وجه وأسفل مياه البحر الأبيض والأحمر ويتطلب تدخلهم المباشر ويحفظ ما تبقى من ماء في الوجه قبل ذكرى الأربعين لمقتل إسماعيل هنية على طريقة كشف حساب تم إغلاقه للتو من قبل وكيله الموثوق في لبنان على وقع ضربات إستباقيه لجيش الخلود التوراتي بنصف ساعة تم إخراجه لحيز التنفيذ ليكون بلا شكل ولا لون ولا مذاق وسط ضجيج إعلامي يفوق الحدث المنتظر لقرابة الشهر عن ضرب أكبر قواعد العمل الإستخباري لينقشع غبار هذه الجولة عن وهم وسراب لن يتم شراءه سوى من قطيع عبدة الأوهام والأساطير !! والأغرب من كل ذلك فإعلام الممانعه يريدون لمن يخالفهم الرأي بأن يكونوا ممانعين لحواسهم التي وهبهم اياها الله وأن يكونوا عمي صم وبكم  كحال قطيع من الجمال يسوقه الى مذبحه جمل من بني جلدته!! وبكل الأحوال وبعد ما تقدم فعين المحتال السياسي بنيامين نتنياهو تبقى مسلطة على تنصيب شبيهه في الحكم والسياسه دونالد ترامب بعد قرابة شهرين ليكمل مدة حكمه حتى عام 2026 والتجديد له لولاية جديدة لعل لعنة السابع من أكتوبر تمسح من الذاكره بعد أن نطق مؤخراً وبعد عشرة شهور ليس بتحمله المسؤولية عنها بل عدم مقاومته بما يكفي لمتخذي القرار في مجلس خلوده المصغر بمنعه من شن حرب إستباقيه على مشروع الخلود الإخواني والذي تم ردعه حسب تقديراتهم  ... فهل حسابات الحقل ستطابق حسابات البيدر أم أن الواقع المتغير من يوم الى يوم ومن ساعه الى ساعه سيكون له رأي آخر ؟؟؟

      قالها رابين قديماً " أتمنى أن أستفيق من النوم يوماً وأرى غزة وقد إبتلعها البحر"  وكانت أولى الأقاليم التي أسقطها رابين عن ظهره عقب إتفاق الصقيع وأبقى على بعض مستوطنات الخلود هناك لغايات التفاوض وليس البقاء ، كما قد أسقطها شارون عن ظهره عام  2005 بتفكيك الوجود الإستيطاني التوراتي لهم هناك وأنسحب من محور فيلادلفيا بما فيه معبر رفح ليتركه برعاية الرقابة الأوروبية التي إنسحبت منه بعد الإنقضاض على السلطة من قبل أئمة مشروع الخلود الأخواني بما فيه المعبر والذي أغلق الجانب المصري منه لسنوات ولكن للغة القوة منطقها في فرض الحقائق على الأرض حيث إجتاحت جماهير الخلود لمشروع الخلود الأخواني الموجهه بليل السياج الفاصل بدعوى الحصار والجوع مما إضطر ساسة مشروع الخلود الفرعوني لفتحه مجددا ورويدا رويدا بات شريان الحياة العلني والسري الأهم لمشروع الخلود الأخواني للأستقواء به والإبقاء على حالة الأنقلاب وتجذرها .

      يعود لغزة مجدداً ملك الإحتيال السياسي بنيامين نتنياهو زارعاً على جنبات أنهار الدم والدموع هناك بذوراً للكراهيه والرغبه في الإنتقام تكفي الى ما شاء الله من السنين وسيطول بحثه عن البدائل المصنعه على الطريقه التوراتيه لترفع عن كاهله البديل المدني لحكم شظايا مشروع الخلود الأخواني أما الأمن المزعوم فسيبقى عليه بيده وفق ما يخطط له ....أما جنوب لبنان والذراع الأقوى لمشروع الخلود الفارسي حزب الله والباحث عن تغيير لقواعد الإشتباك بالقوة ورسم معادلات جديده مستعيناً بترسانة الموت التي يملكها وحالة التهجير لجماهير الخلود التوراتي الغير مسبوقة من مناطق الحدود مع الجنوب اللبناني وأن لم يقبل قادة مشروع الخلود التوراتي هذا الواقع والمرتبط بالحرب في غزة  فهم مضطرين لخوض حرب ستكون تداعياتها أكثر إيلاما وعمقا على طرفي الصراع والتي لن تنهي الصراع بكل تأكيد وأن أخمدته حتى موعد التحضير لمواجهة جديدة .

تفجرت المواجهة في الجنوب اللبناني بأسرع مما هو متوقع وبعد فشل كل الجهود المكثفه لإيجاد صيغ سياسيه وفي ضربة غير مسبوقه من أعمال الحروب السيبرانيه وبموجتين متتاليتين خلال يومين تم تفجير الاف أجهزة إستقبال الرسائل القصيره وأجهزة الإتصال اللاسيلكي ليخرج الالاف من قيادات الميدان في حزب الله من الخدمه فهم ما بين ميت أو فاقد للبصر أو مبتور اليدين أو ناجين أصابت هذه الضربة زوجاتهم أو أبناءهم ليتبعها بضربه ثالثة بإستهداف إجتماع لقيادة قوة الرضوان والمصنفه بقوة النخبه في حزب الله ويبدأ مسلسل الإستهداف المكثف بالجو لسلسلة قيادات حزب الله ويتوجها بإستهداف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وفي خلال أقل من عشرة أيام باتت السلسله القيادية لحزب الله مقطعة الأوصال ليطل بعدها نائب الأمين العام من مكان ما في لبنان ليعيد بث الروح القتالية مطمئنا جمهوره وأنصاره بإن الحزب بخير ولا زال يتشبث بتلازم جبهات القتال في غزة ولبنان ولم يكد ينهي كلمته المسجله حتى تنبري الطائرات لإستهداف الخليفه المحتمل لنصر الله وهو هاشم صفي الدين وتبدأ العمليات البرية في الجنوب والإستهداف المكثف لكل ما يمت لحزب الله بصله في الضاحية الجنوبيه والبقاع والجنوب على حد سواء ويبدأ معها مسلسل التهجير من الجنوب الى الشمال لتمتلأ المدارس والجمعيات والملاعب والشوارع بالمهجرين منذرة بإستنساخ مشدية غزة وبكل تفاصيلها المؤلمه ولم يعد حزب الله وبكل هالته بقادر على تنظيم جنازة تليق بأعلى رمزية لديه أو رفع الأنقاض عن جثة خليفته ومن معه أيضا بحكم السيطرة الجوية الإسرائيليه على المكان للتأكد بإن كل ما في المكان لن يخرج حيا فمن لم يمت بالضربه مباشرة فسيموت حتما مع مضي الوقت إثر إصابته ، وهكذا فقد إنفتح المشهد اللبناني على كل الإحتمالات وإنفتحت معه شهية بنيامين نتياهو الى ما بعد القرار 1701 والذي أبدت حكومة لبنان بالتوافق مع نبيه بري ووليد جنبلاط بموافقتهم على تنفيذه مفترضين أن حزب الله قد أعطى نبيه بري الضوء الأخضر للمضي قدما في ذلك دون أن يعلن صراحة عن ذلك حفظا لماء الوجه ولكن كل ذلك سيصطدم بشكل مؤكد بشهوة الإنتقام من حكومة الأساطير ورأس الحكم فيها بنيامين نتنياهو فهو يسعى الى إذلال حزب الله وتركيعه وتسجيل إنتصار لم يتحقق بعد في غزة ولو تأخر إعادة سكان الشمال الى منازلهم الى ما بعد الإنتخابات الأمريكيه فلديه مزيد من الوقت ليحسم هذه الجبهة وهذا التهديد ولأجل طويل ويعيد معه حسم الصراع مع رأس المحور الذي ينتظر الرد الإسرائيلي على مهرجان الصواريخ الذي جاء كرد بالجملة على سلسلة من الحوادث أبتداءاً بإغتيال إسماعيل هنية على أراضيه وإغتيال حسن نصر الله ومعهم بنفس الفاتورة نائب قائد فيلق القدس الذي قتل بمعية حسن نصر الله في إنتظار تراكم فاتورة أخرى ورد على الرد وهكذا دواليك .           

أن قذيفه واحده من غزة يطلقها أبناء البؤس لمشروع الخلود الأخواني شهريا ومسيره واحده من جنوب لبنان كل ثلاثة شهور ومسيره واحده كل ستة شهور من المنقلبين على الدولة في اليمن السعيد وحادث دهس أو إطلاق للنار أو سكين أو عبوة ناسفة يحملها شخص قرر الموت قادمة من الضفه الغربيه الى شوارع تل أبيب والقدس ومستوطنات الخلود التي تزدحم بها جبال وروابي الضفه الغربيه والتي بدأت للتو وبشكل تصاعدي وكلما تيسر كفيله بمشاغلة جيش الخلود التوراتي وإبقاءه واقفاً على قدميه الى ما شاء الرب ولسنين وإبقاء جماهير خلوده في دوامة الصراع والدماء والدموع  ولن تجدي نفعا والحالة هذه كل محاولات البحث عن حلول مؤقته أو إبتداع أفكار من قبيل البحث عن حيلة لرمي كرة النار الملتهبة في حضن من يهمه الأمر شريطة أن لا يكون من حملة مشروع دولة الخلود الفلسطيني والذي وضعت أولى لبناتها بإتفاق الصقيع .

والى حين إعادة أئمة وقادة مشاريع الخلود الدينية المحشوة أدمغتهم بالأساطير الى قمقم شعوذتهم وبعد كل هذا الإنفلات والعبث بدماء البشر ومستقبلهم يعود الى جدول أعمال العالم مع مرور الذكرى الحادية والثلاثون للتوقيع على إتفاق الصقيع والذي لم يكن صحوه مفاجئه لاسحق رابين وشمعون بيرس على حالة عشق للفلسطينيين بل لم يكونوا أقل صهيونيه من بنيامين نتياهو وسموترتش وبن غفير كما لم يكن صحوة مفاجئة لياسر عرفات ومحمود عباس على حالة عشق للإسرائليين فلم يكونوا أقل فلسطينيه من الضيف والسنوار وهنية ولكن طرفي إتفاق الصقيع أختبروا التكلفه الباهظة للإستمرار في دوامة الصراع والدم والدموع وحاولوا أن لا يكونوا كما يقول بوكرفسكي "نحن بشرا يأكلهم اللاشيء" وإختاروا الإنفلات من عقد التاريخ ومشاريع الخلود المسكونه بالأساطير نحو فضاء "لنعش وندع الآخرين يعيشون" شريطة أن تكون الحرية والكرامه الإنسانيه والعدالة مظلة لهذا العيش المشترك لا سادة فيه ولا عبيد ولا تمييز بالتفوق العرقي لذرية ونسل حره وذرية ونسل جارية فهم جميعاً خلق الله .

بعد أكثر من ثلاثين عاماً على إتفاق الصقيع وكل هذا المشهد الدامي الذي تلاه بفعل شياطين البشر الم يحن الوقت بعد للغة المنطق والعقل وفي عصر الذكاء الإصطناعي من وقفة مراجعة لكل ما حدث بعد أن وصلت هاتان المجموعتان البشريتان ومن هم في جوارهما الى الإحتراق بمشاريع خلودهما أم أن التراشق بالإتهامات وتحميل الآخر مسؤولية كل ما آلت اليه الأمور وتبرأة الذات من كل ما حدث لا تزال هي سيدة الموقف وأن الإستعداد لمزيد من الدماء والدموع هي البطولة وإنتصار للرب !! وأي رب هو الذي يدعو الى طحن وحرق البشر بأدوات الموت لا فرق فيها بين طفل وإمرأة ومسن ومقاتل لن يتسنى في كثير من الحالات لفرق البحث عن جثث البشر من فرز أشلاء الآدميين بعضها عن بعض فيلجأون الى وزن لحوم البشر لمواراتها الثرى بمعدل سبعون كيلوغرام للبالغين وخمسة عشر كيلو غرام للقاصرين زادت أو نقصت فهي لا تعني شيء في حروب الكراهيه والعدمية !! وأي رب هو الذي يدعو خلقه الى قطع رأس آدمي لا حول ولا قوة له بالمجرفه وكل مشاهد الرعب من أعمال حملة فكر الرايات السوداء في غلاف الموت وليس آخرها جر العجائز والنساء والأطفال الى سراديب الموت !! أي رب هو الذي سيقبل صلواتكم ودعواتكم وأنتم تجرفون جثث الآدميين وتنبشون مراقدهم الأبديه وتتلذذون على عذابات بني البشر العراة  في باستيلات القرن الحادي والعشرين لتسول نفس مريضه لأحدهم بوضع وتشغيل خرطوم مخصص لإطفاء الحريق في مؤخرة أحد أحفاد العماليق ليتسبب له في معاناة تفوق تصور البشر أو لم تكن رصاصه واحده بصمت ولو كانت مجرمة بقوانين السماء والأرض كافية لذلك والإجابة عليها بلا إن كان الحقد الأسود والساديه هما سادات الموقف!! والأنكى من ذلك عندما تأتي إحدى مؤسسات الخلود التوراتيه بشقها الرسمي لذر الرماد في عيون العالم الذي يرقب ما يجري تجد المئات من حملة رسالة الرب يحاولون إقتحام أماكن توقيف من ارتكب الجرم لتحريرهم بلا خجل أو لمسه من إنسانيه ولو كاذبه بل يطالبون بإطلاق العنان لإغتصاب جماعي لأحفاد العماليق من حطام البشر في باستيلاتهم !! أي رب سيقبل صلواتكم ودعاءكم وأنتم تنصبون شذاذ الآفاق والمعاتيه والمجانين كقاده لكم !! أي رب سيقبل صلواتكم ودعواتكم وأنتم قطيعان من جمهورين أعمت قلوبكم قبل عيونكم الكراهيه والأساطير والأكاذيب ومن يخرج من بينكم ليهرب من مراكبكم المحترقه ليقول كفى تلعنوه وترجموه وتصموه بأقبح الصفات !! أي أمة وأنتم ترون المعاتيه وهم يسبحون على بطونهم على بلاط متسخ بما حملته النعال من قاذورات على بوابات مسجد خلود الطرف الآخر بدعوى التقرب للرب أمام ناظري معتوهم الأكبر والذي هو أحوج ما يكون لمصحة عقلية يسمونه وزيرأ للأمن مفتوناً منتشياً بما يجري !! أي قطيع لا زال يؤمن بتهريب حمل صغير في صندوق كرتوني لذبحه في ساحات مسجد لحرق عظامه وتذريتها في الريح تقرباً للرب واستحضار بقرة حمراء من مزارع تكساس معدلة جينيا لتتطابق مع أساطيره !!  أي أمه أنتم لا زالت مفتونة بمجنون أخذ شعبه الى هذه المحرقه والجحيم لا بل ترفع من قدره ولو بالشكل لتضعه على رأس هرم خلود الأساطير لمشروع خلود الأخوان المسلمين شياطين القرن العشرين الذين لم يضعوا أقدامهم في مكان من ديار العرب الا وإستحال الى خراب ودمار فهكذا جمهور بالقطع لن يولي أكثر بؤساً من هكذا نموذج !! أي بشر أنتم لا زال يغمض عينيه عما جرى لغزة وأهلها ويريد جر الضفه وأهلها الى ذات المحرقه وبذات العدمية ؟؟أو بعد كل هذا لا زلتم لا تعرفون لماذا رفع الرب مظلة رحمته عنكم ولا ولم ولن ينتصر لأي منكم مهما تعبدتم وصليتم ومهما قتلتم بإسمه فقد حلت لعناته عليكم مسبقا لأنكم بإختصار جماهير أضلتها الأساطير وعبدوا شذاذ الآفاق وشياطين البشر والأفآقين ولو تغيرت أرديتهم في القرن الحادي والعشرين !! أنكم بقايا حطام من بشر تلوون عنق الحقائق بالأكاذيب فلعنة السابع من أكتوبر لم تكن بداية القصة ولا نهايتها فهناك الكثير من البدايات واللعنات ومنذ الاف السنين وكثير من اللانهايات وما بين بداية وبدايه ولعنة ولعنة ستكون بداية ولعنة أخرى لأن الأنفس الملوثه بسموم الأساطير لن تجد طريقه للهروب من الحقيقه المؤكده سوى لي عنقها بالأكاذيب وكأن العالم مهما كانت ذاكرته قصيره أو يختبئ خلف أصبعه لا يرى ولا يسمع عن أحداث جسام ومشاهد تستفز الحجر قبل البشر صورتها كاميرات العالم بأسره ليس من عشرات السنين بل قبل فترة وجيزه من لعنة السابع من أكتوبر أسموها رقصات الأعلام على بوابات أقدس المقدسات للطرف الآخر بقيادة المهووسين بن غفير وسموتريش وزيري حكومة الخلود التوراتي في منطقة معرفة في القانون الدولي بإنها مناطق محتلة بما تخللها من عربدة وضرب وشتم وإنتهاك لحرمة الأماكن المقدسه وهي في موروثات ومعتقدات جمهور الطرف الآخر تساوي الموت بل الموت عندها سيكون ثمناً بخساً قبل رؤيتها رؤي العين .

وأمام هذا المشهد والذي تفتق عن أقبح ما في البشر بات من واجب العالم المتحضر الذي إنفلت من الأساطير قبل عشرات السنين الى رحابة الواقع أن يعي بما لا يدع مجالا للشك بإن المهووسيين لدى جمهوري الخلود في طرفي الصراع  هم من يسيطرون بكل قبحهم على المشهد بشكل تصاعدي ولقد بات من المستحيل على من تبقى من قادة مشروعي الخلود التوصل بمفردهما الى أية حلول مهما إنفلتوا من عقال الأساطير  بعد كل هذه السدود من الدماء والعذابات والهواجس وتبادل اللائمه عن ماضي قد إنقضى ومسؤولية راهنة عما يجري ، فقد باتت الحاجة ماسة الى البحث عن حل خارج صندوق الأساطير والأوهام فالحروب الصفرية والوجودية والعدمية القائمة على صراع مشاريع الخلود الإثنية والدينية يتولى فك تشابكاتها وطلاسمها المفكرين وليس السياسيين فخمسة مفكرين محايدين وبتكليف وبقرار ملزم من مجلس الأمن قادرين على مراجعة كافة الإتفاقيات والقرارات والنصوص الدوليه قديمها وحديثها للخروج بتوصيات ورسم حلول نهائيه لهذا الصراع خلال ستة شهور ليصار الى تبنيه بكافة تفاصيله بقرار صادر عن مجلس الأمن الدولي تحت بند الفصل السابع وإرسال قوات أمميه لفك الإشتباك ومراقبة التطبيق لهذه النصوص وبهذا يبرئ العالم الحر ذمته إن أراد حقاً حقن دماء الضحايا القادمين بلا تلعثم أو تردد وسحب أحقية طرف تم إعطاء شرعية وجوده بقرارات صادرة عن الأمم المتحده ليتعطف على الآخر بمنحه فتات وقت يشاء لأن البديل سيكون عاجلاً غير آجل هو في البحث المحموم عن وسائل للفناء الجماعي لهذه المنطقة وساكنيها وهو ليس محض خيال إن ترك العنان لشياطين الأساطير وشذاذ الآفاق ما يكفي من المساحات ليعيثوا في الأرض فسادا .

إنتهــــــــــــــــــــــى

 

 

تعليقات