القائمة الرئيسية

الصفحات

 



تقرأ الرسائل من عناوينها

يعكف الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على إختيار أعضاء إدارته الجديده والتي ستكون بلا أدنى شك مؤشرا قويا الى السياسات المنوي إتباعها حيال بلد ما أو قضية ما وما نحن بصدده في هذا المقال هو السفير الأمريكي لدى إسرائيل وممثل الولايات المتحده لدى الأمم المتحده بإعتبارهما مؤشران لا يمكن الا أن يتم أخذهما بعين الإعتبار عند محاولة قراءة الأفق المنظور للسياسات الأمريكيه التي ستتبع حيال القضيه الفلسطينيه والشعب الفلسطيني برمته على الأرض أولا وفي هيئة الأمم المتحدة ومؤسساتها بإعتبارها القضية الأهم على جدول أعمالها منذ عشرات السنوات والتي لم يتمكن العالم من إيجاد أية حلول لها حتى يومنا هذا ولفهم المنحى الذي ستذهب اليه إدارة ترامب في ولايته الثانية وكيفية التعاطي مع القضية الفلسطينية لا بد من الإشارة الى الأشخاص الذين كانوا على تماس بهذه القضيه في ولايته الأولى والمعروفين بمواقفهم المسبقه حيث تم تعيينهم بهذه المواقع لتنفيذ السياسات المرسومة مسبقا والتي تتساوق مع مواقفهم المعلنة والتي أنتجت وعلى عجل بعد سنتين فقط  الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكيه من تل أبيب الى القدس وإغلاق القنصلية الأمريكيه في القدس الشرقية والتي كانت عنوانا للتواصل مع الفلسطينيين وإغلاق مكتب م.ت.ف في واشنطن ووقف الدعم الأمريكي للفلسطينيين ولوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) وأخيرا وليس آخرا ما قدم للفلسطينيين بإعتباره حلا نهائيا للصراع وما إصطلح على تسميته بصفقة القرن والتي هي عباره عن النموذج المستنسخ لأفكار بنيامين نتياهو أنهما ديفيد أم فريدمان سفير الولايات المتحده في إسرائيل ونيكي هيلي سفيرة الولايات المتحده لدى الأمم المتحده والتي يعج الفضاء الإعلامي ومحركات البحث بمواقفهما السابقه حيال الصراع وتأييدهم المطلق لإسرائيل وما كان وفيان له تماما حتى مغادرتهما منصباهما وما تلاه أيضا .

ديفيد أم فريدمان

هو القائل ستقام دولة فلسطينيه عندما يصبح الفلسطينيين كنديين وهم ليسوا كذلك وقد قالت هذه الجمله كل شيء عن السياسات المتبعه في فترة ولاية دونالد ترامب الأولى والتي لم يفهمها الصحفيين في البدء ولكن كان التفسير المنطقي لها بإن إقامة دولة فلسطينية هو أمر مستحيل فلن يقبل الفلسطينيين أن يكونوا ظلا للإسرائيليين كما هو حال الكنديين بالنسبة للمريكيين ويكفي أن تقرأ كتاب مذكراته مطرقه ثقيله لتعرف كيف تعرف على دونالد ترامب وكيف بعثه الرب في طريق دونالد ترامب ليخدم اسرائيل كيهودي وإبن لأحد الحاخامات اليهود في نيويورك وكيف أقنع دونالد ترامب بكل ما قدمه لإسرائيل وكيف واجه كافة العقبات في وزارة الخارجيه الأمريكيه للمضي قدما في هذه السياسات وصولا لصفقة القرن والتي رفضها الفلسطينيين والتي تقتطع كامل غور الأردن ومناطق المستوطنات والطرق الواصله اليها والقدس الكبرى بشطريها وبهذا لن يتبقى للفلسطينيين أكثر من 8% من مجمل مساحة فلسطين التاريخيه

نيكي هيلي

من أصول أسيويه ومولوده لأبوين هنديين وهي من صقور الحزب الجمهوري إختارها دونالد ترامب لتكون سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحده في ولايته الأولى من أشد المناصرين لإسرائيل أمضت أقل من عامين في منصبها وإستقالت لأسباب شخصية ، في زيارة لها لإسرائيل إبان الحرب الجاريه حاليا زارت أحد مرابض المدفعية الأسرائيليه وكتبت على أحد قذائف المدفعيه "إقضوا عليهم" ولعل هذه العباره لوحدها ستكون كافية لفهم كل مواقفها السياسيه .

ما نحن بصدده الآن وهو فهم كيف ستتساوق المواقف المعلنه للمرشحين لهذين المنصبين في إدارة ترامب الثانية مع طموحات اليمين الإسرائيلي وما هي المخاطر المحدقه بالقضيه الفلسطينيه لأن يتم ترجمة هذا التساوق الى قرارات وإجراءات تنفيذيه تصدر عن إدارة دونالد ترامب ولفهم هذه المخاطر لا بد من إطلالة على المواقف المسبقه للمرشحين لهذا المنصب :ـ

مايك هاكابي (مرشح دونالد ترامب لمنصب سفير الولايات المتحده لدى اسرائيل)

نقلا عن سي ان ان قال حاكم ولاية اركنساس السابق عام 2008 انه لا يوجد شيء اسمه فلسطيني وأن الهوية الفلسطينيه كانت أداة سياسيه لمحاولة إجبار اسرائيل على الإبتعاد عن الأرض .

في عام 2015 أنه اذا تم إنشاء دولة فلسطينية فيجب أن تكون في دول مجاورة مثل مصر أو سوريا أو الأردن وليس داخل حدود اسرائيل

نقلا عن مقابله أجراها مع التلفزيون الإسرائيلي عام 2015 قال فيها بإن حل الدولتين حلا غير عقلاني وغير قابل للتطبيق وأضاف بإن هناك الكثير من الأراضي خارج اسرائيل في بقية العالم للدولة الفلسطينية .

اليز ستافنيك (مرشحة دونالد ترامب كسفيرة للولايات المتحده لدى الأمم المتحده)

من أبرز الشخصيات الداعمة لإسرائيل ، تتهم الأمم المتحده بمعادة السامية بسبب مواقفها تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ،دعت الى أعادة تقييم كامل لتمويل الولايات المتحدة للأمم المتحدة كرد على محاولات السلطه الفلسطينية إدانة أسرائيل دوليا بسبب انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب في غزة والضفه الغربية وهي داعمه بقوة لجهود منع تمويل وكالة الأمم المتحده لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا ) معتبرة أن الوكالة تتعاون مع حركة حماس في تبني واضح للمواقف الإسرائيليه عى الرغم من أن اللجنه الأممية التي شكلتها الأمم المتحده لهذه الغاية لم تجد أي دليل غلى ذلك .

هذان هما العنوانان الأبرز للسياسات المتصله بالقضيه الفلسطينية بشكل مباشر ناهيك عن التقارير التي يتم تداولهما عن نيته تعيين مايك روبيو في موقع وزير الخارجيه والمعروف بمواقفه الداعية علانية للإستمرار في الحرب على غزة حتى آخر عنصر من حماس يمكن الوصول اليه وأن مسألة قتل المدنيين على هامش العمليات العسكرية تقع مسؤوليته على حماس لإختباءها في أوساط المدنيين وإستقباله بالسخريه من تصريحات أدلى بها دونالد ترامب في خضم الحملة الإنتخابيه عن نيته وقف الحرب حيث فهم من ضحكته الساخرة بإنها ليست الموقف الحقيقي لدونالد ترامب وسيكون من السذاجه إغفال مواقف دونالد ترامب العلنيه حول صغر مساحة إسرائيل ومن الضروري التفكير في توسعتها بما يحمله هذا التصريح من معاني تحتمل كل التفسيرات الممكنه والمفتوحه على كل الخيارات .

إذا كان هذا حال التشكيل المرتقب من رأسه الى كافة فروعه وإختصاصاته فكيف سيواجه الفلسطينيين ومعهم العرب هذا الخطر الداهم على مستقبل الشعب الفلسطيني وقضيته في الأربع سنوات القادمه وما ستؤسس له في المدى المنظور ، هل سيتمكن التحالف الدولي الذي أنشئته المملكه العربيه السعوديه والإتحاد الأوروبي ومملكة النرويج من مواجهة هذا التحدي أم أن الحاجة باتت ماسة الى مزيد من الإجراءات وتفعيل لغة المصالح العربيه والاسلاميه لدرء المخاطر المحتملة .  

 

تعليقات